بعد 8 سنوات.. فاروق حسنى يزيح الستار عن أسرار معركة اليونسكو.. الوزير الأسبق يكشف السيناريوهات الخطية لحرب الصهيونية وأمريكا ضد مصر فى معركة باريس.. ومكرم محمد أحمد: خاض المعركة بشرف

الإثنين، 23 يناير 2017 04:29 م
بعد 8 سنوات.. فاروق حسنى يزيح الستار  عن أسرار معركة اليونسكو.. الوزير الأسبق يكشف السيناريوهات الخطية لحرب الصهيونية وأمريكا ضد مصر فى معركة باريس.. ومكرم محمد أحمد: خاض المعركة بشرف فاروق حسنى يكشف أسرار معركة اليونسكو
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد ثمان سنوات من تجربته فى انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو يزيح الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق الستار عن أسرار المعركة التى خاضها ويكشف الكثير من خفاياها فى كتاب "أسرار معركة اليونسكو" من إعداد الكاتبة الصحفية فتحية الدخاخنى، وكتب مقدمته الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد وتصدره الدار المصرية اللبنانية بالتزامن مع معرض القاهرة الدولى للكتاب خلال دورته الـ48 التى تبدأ 26 يناير الحالى.

 

ويتعرض الكتاب لكواليس انتخابات اليونسكو ومناورات الدول الأعضاء خلال مراحل التصويت المختلفة والمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية للحيلولة دون وصول المرشح المصرى لرئاسة المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم يتضمن الكتاب عددا من الوثائق المهمة التى يكشف عنها فاروق حسنى لأول مرة.

كتاب فاروق حسنى
كتاب فاروق حسنى

يقول فاروق حسنى، إن صدور هذا الكتاب فى هذا التوقيت الذى يموج فيه العالم بصخب عنيف، ويظهر ذلك فى المنطقة العربية وعلى الساحة الدولية  بأحداثه السياسية والاقتصادية فى تصارع محموم لإقتناص أكبر قدر من المكاسب على حساب شعوب أخرى، هذه السياسة العالمية الآن تقوم بها الدول التى تؤثر فى حياة الشعوب وتهيمن على اقتصاد العالم ووضع سياسة لتعديل خرائط الدول حسب الأهواء تنفيذاً لسياسات وضعت من قبل.

 

وأضاف فاروق حسنى ربما يتضح من خلال السرد فى هذا الكتاب، ما يمكن أن يحدد كيف تدور الأحداث فى لعبة الأمم لتأكيد خياراتها بعيداً عن المنطق والتوجة الذى يعبر عن الديمقراطية بين أنظمة العالم، وكيف تلعب الصهيونية العالمية فى مصائر الشعوب، وربما هذه الحقائق والوثائق بين يدى القارئ تحيطه علماً بما يمكن أن يحدث للعالم من خلال التخطيط الممنهج للسيطرة على العالم من خلال مؤسسات دولية خيوطها فى أيدى الولايات المتحدة وحلفائها .

فاروق حسني
فاروق حسني

ويتابع "حسنى" أخيراً هل ترى أن المنظمات الدولية تقوم فعلاً بدورها الذى أنشئت من أجله .. فى اعتقادى أنه بعيداً بعيد عن الواقع والتاريخ يؤكد ذلك.

وفى تصديرها للكتاب قالت فتحية الدخاخنى، قبل نحو سبع سنوات خاضت مصر معركة قوية على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، لكن المعركة انتهت بخسارة المرشح المصرى لهذا المنصب فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، لصالح منافسته البلغارية مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا، انتهت المعركة فى ذلك الوقت وسط حديث عن مؤامرة أمريكية صهيونية تسببت فى هزيمة مصر ومرشحها، ومحاولات من البعض توضيح بعض خيوط هذه المؤامرة، وأسباب الهزيمة الفعلية، وهل حقا كانت مؤامرة أم فشل آخر من جانب الدولة المصرية، أو المرشح المصرى كما يفضل البعض أن يصفها.

اليونسكو
اليونسكو

وأضافت "الدخاخنى" كصحفية تابعت حملة مصر للترشح لمنصب مدير عام اليونسكو منذ إعلانها، وكتبت فى وقتها كل ما كان معلنا، وكل ما كان مسموحاً بنشره من كواليسها، وأذكر أن الآمال كانت كبيرة جدا، والتوقعات بفوز مصر كانت مؤكدة من جميع من تحدثت إليهم فى ذلك الوقت، فالجميع كان على ثقة بفوز فاروق حسني، وكانت رسائل الدعم الدولى تصل يوميا ويتم ترويجها إعلاميا، وقتها لم أكن أعلم ما مصدر هذه الثقة المتزايدة من جانب الدولة فى فوز المرشح المصرى، وكيف يتجاهلون الهجوم الأمريكى والصهيونى على فاروق حسني، لكن قواعد المهنة كانت تقتضى أن أنقل ما أحصل عليه من معلومات، وبدأت المعركة وكانت النتيجة فى البداية مبشرة، وزادت من ثقة القائمين على الحملة فى الفوز، لكن النتيجة النهائية خيبت الآمال، فقد حدثت المؤامرة، وخسرت مصر، وخسر مرشحها هذا المنصب.

وتضيف فتحية الدخاخنى "طوال السنوات الماضية ظل السؤال قائما لماذا خسرت مصر، وقد كانت متفوقة حتى النهاية، وقادنى هذا السؤال مؤخراً لزيارة مقر اليونسكو للمرة الأولى نهاية عام 2015، حيث التقيت مديرتها إيرينا بوكوفا، أول سيدة تدير المنظمة، فى محاولة للتعرف عن قرب عن مكان كتبت عنه كثيرا، لكننى لم أزره، وقبل اللقاء اصطحبنى سفير مصر السابق لدى اليونسكو محمد سامح عمرو، فى جولة داخل مبنى المنظمة، فى ساحة فونتنوا بالعاصمة الفرنسية باريس، بدأت من جدار التسامح الذى كُتب عليه بعشرة لغات، جملة تعد جزءا من ديباجة ميثاق المنظمة الدولية تقول: "لما كانت الحروب تتولد فى عقول البشر، ففى عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام".

وتعمل اليونسكو منذ تأسيسها عام 1945، وفقا لميثاقها على "تأمين فرص التعليم تأميناً كاملاً متكافئاً لجميع الناس، وضمان حرية الانصراف إلى الحقيقة الموضوعية والتبادل الحر للأفكار والمعارف".

 

إيرينا بوكوفا
إيرينا بوكوفا

 

ويطلق على مبنى المنظمة الذى تم إنشاؤه عام 1958، اسم "النجمة الثلاثية"، وتم تشييده على شكل حرف Y، على 72 دعامة إسمنتية، وبعد فترة تم إضافة 3 مبانٍ أخرى له.

 

وداخل المبنى الذى يضم لوحات لفنانين كبار، أمثال بيكاسو، وبازين، وميرو، وتابييه، ولوكوربوزييه، تتسابق دول العالم للسيطرة على المنظمة، التى تعتبر بمثابة القوى الناعمة للعالم، فهى المنظمة المسؤولة عن الثقافة والتراث والتعليم، وعلى الرغم من أن المنظمة تضم حاليا 193 دولة، إلا أن دولاً كبرى تتحكم فيها بحكم مساهمتها فى ميزانيتها من بينها الولايات المتحدة الأمريكية التى تدفع وحدها 22% من ميزانية المنظمة.

وللمنظمة تاريخ طويل فى حماية التراث العالمي، ففى عام 2008 أعيد وضع مسلة أكسوم، التى  يبلغ عمرها 1700 سنة، والتى شُحنت من قبل قوات موسولينى عام 1937 إلى روما، فى موقعها الأصلى فى شمال إثيوبيا.

ويذكر لها المصريون أنها فى عام 1960، بدأت حملة إنقاذ آثار النوبة ومعبد أبو سمبل، والتى استمرت 20 عاما، تم خلالها نقل 22 أثرا من مكانها، فى حملة أثرية، اعتبرت الأهم فى تاريخ المنظمة، وتبعتها سلسلة حملات لإنقاذ الآثار حول العالم، وهى حملة موهينجودارو (باكستان)، وفاس (المغرب)، وكاتماندو (نيبال)، وبوروبودور (اندونيسيا)، وأكروبول أثينا (اليونان).

وتعمل اليونسكو مع مصر فى عدد من المشروعات لحماية التراث الأثرى وتطوير التعليم، ومن هنا تبرز أهمية هذه المنظمة الدولية بالنسبة لمصر، فهى كما يعتبرها البعض وزارة تربية وثقافة وعلوم فى خدمة العالم.

إلى جانب هذا الدور الثقافى لا يمكن إغفال دور المنظمة وأثرها السياسي، فالسياسة تتحكم فى كل شيء فى هذا العالم، وهى مرتبطة بالثقافة فى أغلب الأحوال، فلإسرائيل مصالح مهمة فى المنظمة متعلقة بالقدس، والتراث الفلسطيني، والصراع بين القوى العربية وإسرائيل على التراث الثقافى فى فلسطين مازال مستمرا داخل أروقة المنظمة، وربما يفسر هذا الحملة العنيفة التى قادتها الحركة الصهيونية ضد المرشح المصري.

تظهر علاقة السياسة بالمنظمة بشكل كبير من خلال قرار الولايات المتحدة قطع التمويل عن المنظمة الدولية فى نوفمبر 2011، اعتراضاً على منح المنظمة لفلسطين حق العضوية الكاملة، وهنا يظهر السؤال هل كان من الممكن للولايات المتحدة أن تقبل بجلوس مرشح عربى ومصرى تحديداً على عرش الثقافة العالمية؟!.. خاصة وأن هذا المرشح معروف عنه رفضه للتطبيع الثقافى مع إسرائيل بحكم موقف مثقفى الدولة التى يمثلها.

قادنى هذا السؤال للبحث من جديد فى أوراق حملة فاروق حسنى لليونسكو، ومحاولة التعرف على أسباب خسارة مصر فى الانتخابات على مقعد مدير عام منظمة اليونسكو، وتفاصيل المؤامرة التى قادتها الولايات المتحدة والحركة الصهيونية لإفشال المرشح المصري، من خلال مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين عن حملة دعم المرشح المصرى فى ذلك الوقت، وشهادات لبعض المقربين من فاروق حسني، ومجموعة من الوثائق والمكاتبات الرسمية التى تُظهر تغير مواقف الدول الداعمة لمصر فى ذلك الوقت على خلفية الضغوط الإسرائيلية والأمريكية.

فاروق حسنى
فاروق حسنى

وتحت عنوان "الاستحقاق المشروع والواقع السياسى" يقدم مكرم محمد أحمد، رؤيته لهذه الأزمة قائلا "هذا كتاب على صغر حجمه وقطعه كاشف ومثير، يعيد صياغة المعركة الرائعة التى خاضها الوزير الفنان فاروق حسني، وخاضتها  معه مصر بكل تاريخها وحضارتها وكامل وعى شعبها الذكى الأريب، من أجل الحصول على مقعد مدير اليونسكو، ضمير العالم الثقافي، فى مواجهة تحالف الصهيونية العالمية والولايات المتحدة قبل وقت محدود من أحداث الربيع العربى الزائف الذى أخذ مصر والشرق الأوسط إلى حلبة الفوضى غير البناءة!.

صاغ الكتاب صحفية موهوبة تملك أدوات مهنتها (فتحية الدخاخني) وتملك بين هذه الأدوات دهشة السؤال وجرأته ومغزاه، نجحت الدخاخنى فى أن تحاصر فاروق حسنى لاستجواب مدقق طال عدة جلسات ليكشف أبعاد وألغاز هذه المعركة المهمة، وإبان على نحو واضح دروسها المستفادة، كما كشف حجم المفارقة الواسعة بين الاستحقاق الذى هو أصل الجدارة ومسوغ المشروعية، وبين الواقع السياسى الذى تحكمه القوة والهيمنة وأطماع الدول الكبرى، لا يحفل كثيرا بالاستحقاق ومشروعيته ولا يكترث بأى من القيم الفاضلة فى سبيل تحقيق أطماعه!.

ومصدر الاستحقاق ومشروعيته اعتقاد راسخ وقديم فى رأس فاروق حسنى بأن مصر ربما تكون دولة نامية تسعى للنهوض بشعبها وتحسين جودة حياته، لكنها من الجانب الثقافى دولة عظمى تختزن أقدم وأعظم  تراث للإنسانية فى العالم، اخترعت الكتابة والزراعة والفلك والطب والتشييد والري، وابتدعت فنون الحكمة وإدارة الدولة كما ابتدعت الدين والتوحيد والرقص والغناء والموسيقى إضافة إلى فنون النحت والتصوير، وتلاقت على أرضها الحضارات والأديان والثقافات لتصبح منارة عالمها القديم التى لاتزال تضئ التاريخ بعد أكثر من 5 آلاف عام على مولده.

هذه هى مسوغات مصر التى تعطيها مشروعية الطموح فى أن ترأس منظمة اليونسكو، واحدة من أهم منظمات الأمم المتحدة المعنية بثقافة الإنسان وحضارته، يمكن أن تكون أداة وفاق عالمى تعزز الإخاء والسلام والتقدم، أما مشروعية فاروق حسنى بأن يكون مديرا لليونسكو فتخلص فى شغفه الدائم بحضارة وطنه، منذ أن كان شابا صغيرا فى مدينة الإسكندرية (الكوزمو بوليتان) التى تجمع كل الثقافات والفنون والأجناس تتعايش فى انسجام وتسامح، يجول البلاد عرضا وطولا بغية استعياب تراث مصر الثقافى على مر العصور، قبل أن تأخذه الأقدار إلى منصب وزير الثقافة الذى بقى فيه 23عاما نشيطة، أثمرت إنجازا ضخما يعترف به الجميع، من ترميم أبوالهول إلى بناء المتحف الكبير، جعل من فاروق حسنى الوزير الأكثر تأثيرا فى حياة مصر الثقافية بعد الراحل العظيم ثروت عكاشة، وأخذته إلى مدارج العالمية مبدعا يعرف كيف يصون الجمال، وصاحب خبرة طويلة مكنته من أن يتقن لغة الحضارة الإنسانية، وفنانا بالسليقة ينشد الأكمل والأفضل والأجمل والأكثر تسامحا.

ولو أن هيمنة القوى الكبرى المتمثلة فى تحالف أمريكا مع الصهيونية العالمية لم تنجح فى أن تسرق من فاروق حسنى صوتين انتخابيين فى الجولة الخامسة لانتخابات رئيس اليونسكو لتضيفهما إلى منافسه فى مفاجأة كشفت عن تآمر واسع، لكان فاروق حسنى واحدا من أهم من تولوا أمر اليونسكو وأكثرهم تأثيرا، لأنه يستحق بجدارة هذا المنصب لثقافته وخبرته وحسه الإنسانى المرهف، ولأنه يمثل دولة ثقافية عظمى يمكن أن تضفى على مهمة اليونسكو روحا أكثر ديمقراطية، توثق حوارات الشمال مع الجنوب وتضفى على جهود اليونسكو صبغة عالمية إنسانية جديدة، تذكر العالم بالدور العظيم الذى قامت به اليونسكو من أجل انقاذ اثار النوبة وعلى رأسها معبد أبوسمبل الشهير، لكن واشنطن فى تحالفها مع الصهيونية العالمية لم تكن تريد مصر ولم تكن تريد فاروق حسني!!.

لكن فاروق حسنى يرى عكس ذلك، وربما يكون قد تنفس الصعداء لأنه لم يوفق فى الانتخابات ولم ينجح، لأنه كان يعرف جيدا أن هذا التحالف البغيض الذى سرق صوتين انتخابين من حصيلته فى عملية دنيئة، لن يتورع عن استخدام أحط الضغوط والتهديدات كى يفشل فاروق حسنى ويفشل اليونسكو!، كما فعل فى حملته الضارية على فاروق حسنى الذى واجه حملة شعواء شنتها الصهيونية العالمية على مستوى العالم أجمع، تتهمه بمعاداة الإنسانية وبأنه    ( حارق الكتب الذى لاينبغى أن يقود اليونسكو )، مستثمرة ذلة لسان من فاروق حسنى جاءت فى سياق نقاش حاد مع أحد نواب البرلمان المصرى من جماعة الإخوان المسلمين الذى تعمد استفزاز وزير الثقافة المصري، الذى يرفض دعاوى الجماعة لمصادرة صور عديدة من الإبداع تمثلت فى الكتاب والشعر والرواية، ولأنه رفض علنا الحجاب والنقاب وكل صور الأسلمة السياسية للمجتمع المصري، وكان أحد المناهضين الكبار لفكر السلفيين وخطط جماعة الإخوان المسلمين.

تجاهلت الصهيونية أن الأمر كل لا يخرج عن ذلة لسان، وصنعت من الحبة قبة، وتمادت فى عدائها العلنى لفاروق حسنى تطارده فى كل أنحاء العالم، ليس لأنه يعادى السامية كما تقول، ولكن لأن وجود مصر على رأس اليونسكو ووجود فاروق حسنى ممثل الثقافة المصرية فى مقعد رئاسة هذه المنظمة المهمة سوف يغير معايير ثقافية عديدة، ويكسب اليونسكو روحا جديدة مؤهلة لتبنى حوار الحضارات والثقافات والأديان وإنصاف ثقافة الجنوب، اكتشف فاروق حسنى فى معركته حجم النفاق الدولى الواسع، ومدى قدرة الهيمنة الأمريكية على تغيير مواقف دول ومنظمات وشخوص تمثل رموز عالمية مهمة، كما اكتشف القدرة الجهنمية لمنظمات الصهيونية العالمية على مطاردة من تراه عدوا لها!.

سمع فاروق حسنى بأذنيه الرئيس الفرنسى ساركوزى وهو يؤكد له أنه سوف ينجح وأن فرنسا سوف تدعمه، لكنه رأى بعينيه كيف أسقط ممثل فرنسا ورقة بيضاء فى صندوق الانتخابات، وهذا ما حصل أيضا مع إيطاليا التى أعطت فاروق حسنى كل تأييدها خلال الحملة الانتخابية لكنها تهربت من التصويت له فى الجولة الخامسة والأخيرة من الانتخابات، ومع النرويج رغم أن ملكة النرويج زارت فاروق حسنى فى بيته وقبلت دعوته للعشاء وأكدت له أن النرويج سوف تسانده لكنها لم تف بوعدها لأن المشكلة لم تكن أبدا فى الجدارة والاستحقاق ولكنها  كانت دائما فى الواقع السياسى وضغوط الهيمنة من جانب القوى الكبرى.

وتبقى كلمة مهمة فى حق الدولة المصرية التى وقفت إلى جوار معركة فاروق حسنى بشجاعة وجندت دبلوماسيتها من أجل مساندة المرشح  المصرى  ورفضت طلبا رسميا للسفيرة الأمريكية بأن تعيد مصر النظر فى مرشحها فاروق حسنى وترشح بدلا منه شخصية أخرى كى لا تكسب معاداة واشنطن لكن مصر الدولة رفضت ذلك، وعندما عرض فاروق حسنى التنازل لصالح مرشح مصرى آخر امتثالا لضغوط واشنطن رفضت الدولة المصرية طلبه وأصرت على استمراره فى المعركة، وفى طريق عودته  للوطن بعد أن خسر معركة الانتخابات فكر فاروق حسنى فى ضرورة الاستقالة من منصبه كوزير للثقافة، لكن الدولة المصرية اعتبرت هزيمة فاروق حسنى انتصارا للمبادئ وأصرت على بقائه وزيرا للثقافة المصرية إلى أن جاءت أحداث الربيع الزائف التى أخذت مصر والشرق الأوسط إلى الفوضى غير البناءة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة