لم تمض ساعة على تنصيبه حتى قام الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، بإصدار سلسلة من القرارات التنفيذية التى تؤكد إصراره على تنفيذ ما وعد به خلال الحملة الانتخابية الرئاسية.
صخب الاحتفال بتنصيبه وتهانى زعماء العالم لم يله الرئيس رقم 45 للبيت الأبيض عن أجندته، فجاء أول قرار يوقعه عقب تنصيبه مرسوما تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحى المعروف باسم "أوباما كير"، الذى كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه.
وكتب الأمين العام للبيت الأبيض، راينس بريبوس، على تويتر، أن الأمر يتعلق بمرسوم يهدف إلى "التقليل من الثقل" المالى لهذا القانون، قبل إلغائه. وصوت مجلس الشيوخ الأمريكى، فى وقت سابق من الشهر الجارى، فى خطوة أولى لصالح بدء عملية إلغاء إجراءات الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، فى مجال الصحة والمعروفة باسم "أوباما-كير". وتم تشكيل لجان لبدء صياغة مشروع قانون يلغى تلك الإجراءات.
وتعلقت بعض القرارات بتعيينات إدارته وأمور إجرائية، وجاء واحد منها بتوقع قانون يسمح بتعيين جيمس ماتيس، وزيرا للدفاع، حيث تنازل عن شرط أساسى يتعلق بأن يكون المرشح من خلفية مدنية خلال السنوات السبع الماضية، إذ عمل ماتيس فى القوات البحرية حتى تقاعده عام 2013.
تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
وصدق ترامب بذلك على تعيين ماتيس، بالإضافة إلى التصديق على تعيينات أخرى شملت سكوت برويت كرئيسا لوكالة حماية البيئة، وجون كيلى، لوزارة الأمن الداخلى.
ومن بين القرارات الهامة التى وقعها ترامب يوم تنصيبه، هو إعلان تأسيس "اليوم الوطنى لحب الوطن"، حيث دعا إلى يوم للوطنية. غير أنه لم يتحدد بعد الموعد المخصص لذلك اليوم، كما لم يتضح عما إذا كان هذا الإعلان سيكون إعلان رئاسى أم دعوة لإجازة وطنية.
ومن حق الرؤساء الأمريكيين أن يعلنوا تخصيص يوم إجازة لمرة واحدة، لكن يكون للكونجرس سلطة تدشين اليوم كيوم إجازة سنوية. كما أن ذلك اليوم الذى خصصه ترامب ربما يتداخل مع إعلانات بأيام وطنية خصصها رؤساء سابقين. ففى 2002 أعلن الرئيس السابق جورج دبليو بوش، يوم 11 سبتمبر يوما وطنيا، للصلاة وتذكر ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001. كما أعلن أوباما فى 2014، يوما وطنيا.
لكن يبدو أن قرارات اليوم الأول للرئاسية لم تتوقف عند القرارات التنفيذية الموقعة، فخلال دقائق من تنصيب الرئيس الجديد، حذف موقع البيت الأبيض كل ما يتعلق ببنود التغير المناخى، وهو ما كان ترامب قد تعهد به قبلا حيث قال إنه سوف يزيل سياسات سلفه باراك أوباما الخاصة بالتغير المناخى. وهو ما يعد أول دليل ملموس على أن إيمان ترامب بأن تغير المناخ هو خدعة حيث تعهد خلال حملته الانتخابية بألا يقف فى وجه توسيع عمليات التنقيب عن النفط.
وجاء حذف البنود الخاصة بسياسات التغير المناخى الخاصة بأوباما من موقع البيت الأبيض كجزء من إعادة هيكلة شاملة للموقع. فلقد شملت عمليات الحذف صفحة خاصة بالدفاع عن مثلى الجنس والمخنثين وقضايا المتحولين جنسيا، رغم أنه لم يظهر موقف رافض لزواج المثليين خلال حملته الانتخابية إلا أن نائبه مايك بينس هو مسيحى محافظ، وربما يكون لذلك تأثير على مثل هذه القضايا. كما تم حذف صفحة خاصة بدعم الإجهاض الذى كان ترامب قد وصفه بأنه أمر مأسوى مستنكرا مسألة قطع الجنين من رحم أمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة