الزوج البخيل الذى نشرت «اليوم السابع» قصته، لا يستحق الخُلع فقط، بل البهدلة والتجريس والضرب بالحذاء، فلم يقدم لزوجته الصبورة فى عيد ميلادها، سوى سيارة ثمنها 350 ألف جنيه فقط، ولأن «البخل جامع المساوئ والعيوب، وقاطع المودات من القلوب»، رفعت عليه دعوى قضائية، وقالت للقاضى، إنها كان نفسها فى سيارة ثمنها 2 مليون جنيه «أسوة بمحمد رمضان»، لكنه ضن عليها واكتفى بإهدائها سيارة فقيرة.
الله يرحم الست أمينة، زوجة سى السيد، التى طُردت من جنته، لأنها تجرأت وركبت السوارس لزيارة سيدنا الحسين.. فين أيام سى السيد الذى تحولت أسطورته إلى أطلال تاريخية يبكى عليها أزواج هذا الزمن، أما «أمينة»، فقد ولى زمانها بعد أن خلعت رداء المسكنة و«الغلب»، وتعاطت حبوب الشجاعة وأعلنت العصيان والتمرد على الرجل، بل وأرغمته بمساعدة «الخُلع»، على التراجع والتنازل عن سلطاته وهيمنته، وشيئًا فشيئًا سحبت البساط من تحت أقدامه لتصبح الأجرأ والأكثر فاعلية وتمكنًا، واكتفى «سى السيد» بتحديد إقامته فى بيت الطاعة، متحملا زوجة مثل الطقس، فيها تقلبات الفصول الأربعة.
نعود لصاحبنا الزوج البخيل، الذى فضحته زوجته المفترية قائلة: «كل صديقاتى ومن فى مستواى المعيشى، يذهبن للسياحة فى إيطاليا وأمريكا وإسبانيا كل شهر، وهو لا يجعلنا نذهب إلا مرتين فى العام فقط».. والمصيبة الكبرى أن فى مصر الآن سلالات من مثل هذه الزوجة المفترية، مدمنات للفشخرة بالثروة، وتقليد الآخريات فى التباهى والتفاخر، والتنابز بـ«الألماظات» و«السولتيرات».
مثلا: مذيعة شهيرة تخرب بيت المخرج، وتفرج عليه أمة لا إله إلا الله، إذا لم يسلط الكامير على خاتمها السولتير لتكبيره، وهى تضع يدها على خدها، فى حركة شبيهة بالصورة المشهورة لأديبنا نجيب محفوظ، ولكن الفارق شاسعا بين عملاق يضع يده على مقدمة رأسه من أجل التفكير، وبين مذيعة تضع أصبعها فى عين الكاميرا من أجل «السولتير».
اللهم لا حسد، فمن حق الزوجة المفترية أن تستمتع بثروة زوجها، وأن تركب سيارة محمد رمضان، وتسافر الى أوربا ثلاث مرات شهريا مثل حاتم علوان، لكن قضيتها تثير الغل والحقد والحسد، فى قلوب زوجات يمارسن البهدلة يوميا فى المترو والتوكتوك والأتوبيسات، ويتعاركن مع أزواجهم للتصييف أسبوع فى السنة فى جمصة أو العجمى.. وزوجات أخريات صابرات على شظف العيش وغُلب الزوج وغلاء الباميا والفاصوليا الخضرا.. وزوجات يصبرن على ندالة أزواجهن الذين ينفقون نصف راتبهم الهزيل على مزاجهم الشخصى وشلة السوء فى القهوة والشيشة والكوتشينة.. لله الأمر من قبل ومن بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة