كرم جبر

ومات جمال عبدالناصر حزنا على فلسطين!

الأحد، 28 أغسطس 2016 07:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وظلت مصر تحمل فوق كتفيها مشاكل العروبة، إيمانا بدورها التاريخى الذى لم ينقطع أبدا، ولم يحتمل قلب الرئيس جمال عبدالناصر بشاعة مذبحة أيلول الأسود، ومات فى الساعة السادسة والربع مساء يوم 28 سبتمبر 1970، وكان عمره 52 سنة و8 أشهر و13 يوما، ولم يكن يعانى من أمراض مستعصية، يمكن أن تؤدى إلى الموت فى هذه السن المبكرة، سوى السكر الذى أصيب به بعد هزيمة يونيو 1967، ونجح الأطباء فى السيطرة عليه، بجانب تصلب الشرايين، وهى أمراض يتعايش معها من هم فى السبعين والثمانين.
 
مذبحة أيلول الأسود هى التى قتلته، حزنا على آلاف الفلسطينيين الذين ذبحوا فى المجزرة.. والفلسطينيون لم يكونوا أبرياء تماما، بعد أن طمعوا فى الأردن واستباحوا سيادته وأراضيه، وأنشأوا دولة داخل الدولة فى الأردن. كان على الملك حسين أن ينقذ عرشه بعد أن حاولوا خلعه، وبدأت حرب الإبادة والتصفية الدموية الشرسة للفصائل الفلسطينية فى الأردن، وكان الرئيس عبدالناصر لا ينام بالليل أو بالنهار، وبذل جهدا خرافيا أدى إلى انسداد ما تبقى من شريانه التاجى، وخروج حالته عن سيطرة الأطباء، وفاضت روحه لبارئها بعد أن نجح فى توقيع اتفاق القاهرة من أجل حقن الدماء الفلسطينية، وإنقاذ ياسر عرفات. مات عبدالناصر وقلبه معلق بفلسطين وشعبها، وارتفع فوق جحود وغدر قادتها، وكان المشهد الأخير فى مطار القاهرة بعد أن ودع أمير الكويت، وقبله كل الزعماء العرب الذين حضروا القمة الطارئة لوقف مذبحة أيلول الأسود، وعاد إلى بيته وطلب كوب عصير، شربه ومات، تاركا وراءه عشرات من علامات الاستفهام حول أسباب الوفاة.
 
كان يعمل 16 ساعة فى اليوم، وقبل وفاته سافر إلى الرباط لحضور القمة العربية، ثم مر على الجزائر وزار طرابلس وبنغازى والخرطوم، ثم طار إلى موسكو وزار الخرطوم وليبيا مرة ثانية، وأثناء ذلك كان يتنقل بين القاهرة والإسكندرية وأسوان وجبهة القتال، ويقود حرب الاستنزاف.. ورغم ذلك فقد اتهمته دول الصمود «العراق وسوريا والفلسطينيين» بخيانة القضايا القومية، عندما قبل مبادرة روجرز قبل وفاته بقرابة شهر، زادت آلامه وأوجاعه وأحزانه من المظاهرات التى خرجت فى عواصم تلك الدول تنادى بسقوطه، وتألم الزعيم الذى وهب حياته للعروبة وضحى من أجلها بأرواح ودماء شهدائه.. ولكن هذا هو قدر مصر ودورها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة