تسعى الحكومة البريطانية ممثلة فى وزارة العدل، إلى اتخاذ بعض التدابير التصعيدية، بهدف تضييق الخناق على الإسلاميين المتطرفين بسجونها، كان آخرها منع المسلمين الذين ينشرون أفكارًا معادية لقيم المملكة، من المشاركة فى صلاة الجمعة بالسجون، وذلك بحسب ما ورد بصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وتشمل الإجراءات المقترحة أن يقوم مسئولو السجن بـ"التدقيق المشدد"، والتقييم لأفكار "أئمة السجون"، وحظر الكتب المتطرفة، وعزل الأشخاص "ذوى الكاريزما" الذين يلقبون أنفسهم بـ"الأمراء" عن باقى السجناء.
وقالت وزيرة العدل "إليزابيث تروس" إن تقييم "أئمة السجون" الذين يتعاملون مع عدد كبير من الإسلاميين، من شأنه أن "يضمن وجود الأشخاص المناسبين فى المكان المناسب لمواجهة الأفكار المتطرفة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدءًا من شهر أكتوبر القادم، سيقوم ضباط الشرطة بارتداء "كاميرات" لتحسين جمع الأدلة على الجرائم والأنشطة المخالفة التى ترتكب داخل السجون.
وتأتى هذه الخطة التصعيدية لمكافحة التطرف، بالتزامن مع تقرير لوزارة العدل تستعرض فيه أدلة عن تنامى التطرف الإسلامى داخل السجون، حيث أشارت نتائجه إلى وجود "تشجيع عدوانى" على اعتناق الإسلام بين السجناء، إلى جانب وجود أدلة على ترهيب "أئمة السجون" للسجناء، حسبما نقلت عنه الإندبندنت.
كما خلص التقرير إلى احتمالية تأثر موظفى السجن بالسجناء الإسلاميين، ما قد يعطِّل المواجهة الفعَّالة للآراء المتطرفة.
وكانت الوزارة أعلنت عن إجراءات مشددة، من ضمنها عزل الإسلاميين المتهمين بتهم إرهاب داخل السجون البريطانية، والذين يبلغ عددهم نحو 137، وهو ما حذَّر منه بعض الخبراء الأمنيين من أنه قد يخلق "جوانتانامو بريطانى".
وتظهر الأرقام الرسمية عن وجود أكثر من 12,600 مسلم داخل السجون بإنجلترا وويلز، بينما كان العدد وصل إلى 8,200 فقط قبل عشرة أعوام، بحسب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن "السجناء الذى يشكلون خطرًا" موزعون الآن على ثمانية سجون فى المملكة، وأن مسئولى السجون يتابعونهم بشكل مكثف لمنع تكوين أية تشكيلات عصابية فيما بينهم.
كما أن الصحيفة أوردت تصريحات من "إيان أكيسون" - مسئول سجن سابق – الذى حذر من خطر انتشار الأفكار المتطرفة داخل السجن فى ظل وجود عنصر الشباب، وأكد على أهمية "قطع الطريق على هذه الأفكار من الانتشار واستقطاب سجناء آخرين".
وصرَّحت وزيرة العدل "ليز تروس" بأن التطرف الإسلامى "يشكل تهديدًا للمجتمع" وأن "منع المتطرفين من نشر أفكارهم بين السجناء الآخرين هو أمر ضرورى لإدارة آمنة للسجون وحماية المجتمع".
وكانت السلطات البريطانية قد ألقت القبض مؤخرًا على الداعية البريطانى المتشدد أنجم جودهرى الذى أدين مؤخرا بولائه لداعش"، ويتم الآن التحقيق مع زوجته "روبانا أختار" وذلك بعد اتهامها باستقطاب السيدات ونشر أفكار مؤيدة للتنظيم الإرهابى من خلال عقدها اجتماعات سرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة