في 15 يونيو 2016؛ سحب "قاطور أمريكي"، وهو كائن زاحف ينتمى إلى فصيلة "القاطُوريات" المنتمية بدورها إلى رتبة "التمساحيات"، طفلاً لا يتجاوز عمره العامين إلى داخل مياه بحيرة فى مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، وذلك وفق ما ذكرته موقع الـ"بى بى سى"عربى، وبعد نحو 18 ساعة عُثر على جثة الطفل "غير ممزقة الأوصال"، وذلك بداخل البحيرة، وفى بقعة لا تبعد كثيراً عن تلك التى كان قد سُحب منها.
ودفعت هذه المأساة الكثيرين للتساؤل عن مدى خطورة "القواطير الأمريكية"، كما تساءلوا عما إذا كان من المأمون أن يزور المرء مناطق تعيش فيها هذه الزواحف أم لا، وهو ما حدا بنا للتواصل مع خبراء في هذا المجال للتعرف على الحقيقة.
يُقتل سنوياً نحو سبعة آلاف من القواطير المُصنّفة على أنها "قواطير مزعجة أو ضارة"، وبدايةً يتعين القول إن الزواحف التي تنتمي لفصيلة "القاطُوريات" تشبه التماسيح كثيراً، وإن كانت تختلف عنها في بعض الصفات التشريحية، ولاسيما في شكل الفم.
ولا يوجد سوى نوعيّن لهذه الفصيلة: الأصغر حجماً منهما هو "القاطور الصينى"، الذى لا يتجاوز طول الواحد منه خمسة أقدام (متراً ونصف المتر). أما الثانى فهو "القاطور الأمريكى"، الذي قد تكون زواحفه أكبر بكثير من زواحف النوع الأول.
وحتى الآن، لا نعلم على وجه التحديد حجم "القاطُور الأمريكي" الذى هاجم الطفل فى فلوريدا، والذى قَدّرَ شهود عيان طوله، بما يتراوح بين 4 و7 أقدام (من 1.2 إلى مترين)، وهو تقدير يعنى – إنْ صح – أنه كان صغير الحجم نسبياً، فبحسب السجلات عُثر على أطول "قاطُور أمريكى" فى ولاية ألاباما عام 2014، وكان طوله يناهز 15 قدماً (4.5 أمتار).
وتوجد "القواطير الأمريكية" بوفرة شديدة في فلوريدا؛ إذ يبلغ عددها أكثر من مليون قاطور، تنتشر في كل المقاطعات الـ 67 التي تتألف منها الولاية، وذلك بفضل برنامج ناجح نُفذ هناك لحماية هذه الزواحف، التي توجد كذلك في العديد من الولايات الأمريكية الأخرى؛ من بينها لويزيانا وميسيسبي وكارولاينا الشمالية.
وصلت "القواطير" إلى شفا الانقراض بسبب الصيد، لكن أعدادها فى تزايد حالياً وخلال دراسة بحثية جرت في فلوريدا، تعرّف لوكاس نِل خبير شؤون البيئة والكائنات الحية بجامعة جورجيا الأمريكية على العديد من القواطير في هذه الولاية. ويقول إنه من المنطقي افتراض وجود واحد من هذه الزواحف على الأقل في كل مسطح مائي في فلوريدا، وبالفعل توجد القواطير في غالبية البرك والمستنقعات بالولاية، ولكن رغم كثرة عددها فإن هجماتها نادرة.
وقد أحصى تقرير صدر عام 2010 عدد الهجمات الموثقة التي شنتها "القواطير الأمريكية" على مدار 81 عاماً؛ تحديداً بين عامي 1928 و2009.
وبحسب التقرير؛ لم تشهد الولايات المتحدة خلال تلك الفترة سوى 24 حالة وفاة جراء مثل هذه الهجمات؛ غالبيتها في فلوريدا، كما تبين أن القواطير لم "تلتهم" سوى عددٍ محدودٍ من ضحاياها.
موضوعات متعلقة..
- شرطة فلوريدا تعثر على جثة لطفل اختطفه تمساح فى مدينة ألعاب ديزنى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة