تطور خطير شهدته مواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها "فيس بوك"، فبعد أن كان ساحة للتعارف والتقارب وإبداء الرأى أصبح ساحة إلى إطلاق الشائعات والانتقادات اللاذعة والتعامل مع كل ما يدور عليه باعتباره معلومات حقيقة ومؤكدة، فتظهر أغلب الآراء فى صورة انتقادات حادة ومتطرفة فيما يناقشونه من قضايا.
هذا التحول، ساهم فى ظهور نشطاء يمكن أن نطلق عليهم "آلهة إصدار الأحكام من وراء الكيبورد"، والذين لا يتوانون عن إطلاق هجومهم غير المبرر والمستند على معلومات مغلوطة فى أحيان كثيرة.
أكثر من تحذير أطلقه عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، آخره أثناء الحوار الذى أجراه معه الإعلامى أسامة كمال عندما قال: "أنت مش عارف مين اللى وراء الشاشة ومش عارف دوره إيه وتبع مين وبالتالى اللى بيطرح على الشبكة خليك حذر منه"، هذه الكلمات هى تكرار لتحذيرات سابقة أكد عليها السيسي، منها ما ذكره أثناء لقاء جمعه مع عدد من ممثلى الشعب، عن ضرورة توخى الحذر فى التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى والاعتماد عليه كمصدر أساسى للمعلومات.
فى هذا اللقاء أيضا طالب الرئيس الإعلاميين على وجه الخصوص بضرورة التدقيق فى المعلومات التى يكون "فيس بوك" مصدرا لها، خاصة وأن بعضها لا يرقى لأكثر من كونه مؤشرا لبعض القضايا التى تحتاج إلى مزيد من البحث والدراية بها، وقتها تحدث السيسي أيضا عما أسماه بالكتائب الإلكترونية وقدرتها على توجيه الأمور نحو انتقادات معينة والترويج لمعلومات خاطئة، ليلقى الضوء حول كيفية انتقال المعلومات وكيفية استغلالها من قبل جماعات معينة لخدمة مصالحهم .
الأسباب الرئيسية التى دفعت الرئيس للتأكيد على عدم الانسياق وراء كل ما يقال على السوشيال ميديا، نتجت عن إثارة نشطاء التواصل الاجتماعى جدلا ونقاشات موسعة حول قضايا لم تكن قائمة على تدقيق فى المعلومات أو تحر لصحتها وبعضها كان الرئيس طرفا فيه، أبرزها أزمة السجادة الحمراء، التى تحدث فيها النشطاء عن طول السجادة وامتدادها إلى مسافة 4 كيلو مترات أثناء زيارة الرئيس لمدينة 6 أكتوبر، حيث ظهرت التكهنات والشائعات حول سعر السجادة التى قدرها البعض بأكثر من مليون جنيه.
الأقاويل التى ترددت حول سعر السجادة، دفعت اللواء إيهاب القهوجى، نائب مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، للكشف عن حقيقة المادة المصنوعة منها السجادة فهى مادة قابلة للإزالة ويمكن إعادة استخدامها مرة أخرى وليست سجادة حقيقية كما يعتقد البعض.
بعدها مازح السيسي الحضور أثناء افتتاحه عدد من المشروعات الجديدة فى مدينة بدر قائلا للواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: "أنت ليه خليت الموكيت أزرق ومعملتوش أحمر؟".
المبرر الذى رآه السيسي للانتقادات غير المبررة أحيانا هى حالة الشك التى تنتاب المجتمع، وعدم ثقتهم فى الغد، وهى حالة تشكلت على مدى سنوات طويلة، حيث أصبح وجدان المصريين قائما على التشكك وعدم الرضا وهو ما ينعكس على تصرفاتهم وهجومهم أحيانا كثيرة دون سند أو لمجرد تفريغ الطاقة السلبية الموجودة بداخلهم.
تفسير أغلب التعليقات السلبية التى يطلقها رواد "فيس بوك"، يقف وراءه ثلاثة أنواع من مستخدميه، الأول هم مجموعة من الشباب الذى لديه شكوك وتساؤلات حول ما يدور، والنوع الثانى مجموعة أخرى تتصيد الأخطاء لمجرد أن تسير عكس التيار، والمجموعة الثالثة هم أصحاب الأهداف السياسية والذين يعملون عبر لجان إلكترونية لتحقيق هذه الأهداف.
الأنواع الثلاثة تؤكد أن السوشيال ميديا هى أداة تواصل مهمة وضرورية ولابد من أن تتعامل معها الدولة بطريقة مختلفة وتهتم باللغة التى يتحدث بها الشباب ولا تتركهم طعما أمام سيطرة اللجان الإلكترونية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ربنا يخليكي لمصر
الرئيس هيسيب شغلة ويشوف السوشيال ميديا بتاعتك