أحمد أيوب

لو سألوا الكنائس لأجابت حوائطها أنها مصرية تعشق تراب هذا البلد

الجمعة، 30 ديسمبر 2016 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يحتاج أقباط مصر من يشكون إليه مظلمة، فبلدهم تتسع لهم، حقوقهم مصانة كمصريين، كنائسهم لها حرمة لا تمس، والإرهاب الواقع عليهم ليس خاصًا بهم وحدهم وإنما هدفه مصر كلها وليس أقباطها، وإذا كان بعض الأمريكان يحاولون الكيد لمصر بمشروع لا قيمة له، بدعوى الاهتمام بترميم الكنائس، فأقباط مصر لا تنطلى عليهم مثل هذه الأساليب، فهم لا يحتاجون لقوانين أمريكية تحميهم أو تدافع عن كنائسهم، بل لو سألوا الكنائس لأجابت حوائطها أنها مصرية تعشق هذا البلد الأمين على أهله، لا فرق بين مسلم ومسيحى، أو مسجد وكنيسة، أو مؤسسة مسلمة وأخرى قبطية، قالها البابا تواضروس فى عز تعرض الكنائس لخطر الجماعة الإرهابية، نعيش فى وطن بلا كنائس خير لنا من أن نعيش فى كنائس بلا وطن، ولو حرقوا كل الكنائس سنصلى فى المساجد، لم يكن هذا كلامًا سياسيًا وإنما هو ضمير وطنى يعبر عن قناعة ويقين لدى البابا.

 

الكنائس التى أحرقها الإرهاب الإخوانى ويريد الأمريكان أن يحولوها إلى فتنة جديدة يشعلونها فى مصر تحظى باهتمام رئاسى ولها أولوية على كثير من الملفات، الرئيس نفسه تعهد بترميمها كاملة، والقوات المسلحة تنجزها واحدة تلو الأخرى، وأخرها الكنيسة البطرسية التى وعد اللواء كامل الوزير مدير الهيئة الهندسية بأن يصلى فيها الأقباط عيد الميلاد بعد أيام من الآن.

 

وقبل ذلك رفضت الحكومة والبرلمان الانتظار لإصدار قانون موحد لدور العبادة وأصدروا قانونًا خاصًا للكنائس ليحميها من بلطجة بعض من يتدثرون بالدين ويقطع الطريق على من يستغلون بعض الأحداث لحرق مصر كلها مسلميها قبل مسيحييها.

 

ظهور هذا المشروع الأمريكى المشبوه الذى يحمل عنوان "قانون المساءلة المتعلق بالكنائس القبطية"، والذى يطالب وزير الخارجية الأمريكى بمتابعة مدى التزام الحكومة المصرية بترميم الكنائس التى وعدت بترميمها عقب أحداث عام 2013، ما هو إلا لعب أمريكى جديد بورقة أثبت المصريون على مدار السنوات الماضية أنها محروقة، فالأقباط أنفسهم أول من يتصدون لأى محاولات خارجية لدس الأنف فى الشأن المصرى تحت ستار الدفاع عنهم، قبل أيام أعلنها البابا نفسه برفضه التدخل الأمريكى فى الشأن القبطى، فهو يعلم أنه لو كان الأمريكان يريدون الدفاع عن الأقباط حقًا لما صمتوا على جرائم الجماعة الإرهابية فى حقهم وقت أن كانت تحكم مصر، وما تغاضوا عما فعله تنظيم داعش فى أقباط العراق وتشريدهم من مدنهم، لكن الأمريكان يستخدمون الملف القبطى وفق هواهم ووقت الحاجة إليه، كانوا يستمتعون بحصار الكاتدرائية من قبل ميليشيات الإخوان ولم يعقبوا بكلمة، وشاهدوا الكنائس تحرق بنيران الإرهاب على الهواء مباشرة بعد ثورة الشعب فى 30 يونيو ولم يتدخلوا ليأمروا الجماعة التى صنعوها بأيديهم ومولوها بدولاراتهم لتتوقف عن جرائمها.

لعبة الأمريكان ومعها ذيولها الغربية أصبحت مفهومة للمصريين وأول من كشف خداعهم وكذبهم هم الأقباط أنفسهم، فلم يعد للأمريكان ولو واحد على المليون من المصداقية عند أقباط مصر، الذين يثقون فقط فى دولتهم وفى قيادتهم الكنسية التى لا تخدعهم ولا تزايد بهم على الدولة، لأنها قيادة تعرف أن مصر لم تعد دولة فوضى وإنما دولة مواطنة حقيقية وقانون يسرى على الجميع، دولة فيها مؤسسات تسأل كل مقصر وتحاسب كل مهمل أو متجاوز، ولا تحتاج أن يأتى الكونجرس أو الخارجية الأمريكية لمحاسبتها، بل ولا تقبل هذا أصلاً ولا تسمح ولو بمجرد التلويح به.

 

تحية لكل أقباط مصر وفى مقدمتهم البابا الوطنى الذى يرفض أن يفرط فى بلده، وأتمنى أن تصل الرسالة إلى الأمريكان سريعًا ربما يتوقفون عن هذه المحاولات اليائسة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة