احكيلنا حكايتك .. بنتى اتجوزت والدنيا فضيت عليا

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 10:00 ص
احكيلنا حكايتك .. بنتى اتجوزت والدنيا فضيت عليا احكيلنا حكايتك
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 الحكاية .. عن الوحشة بعد الفراق أتحدث

عاشت عمرها كاملاً تحلم بهذه الليلة، ليلة العمر لأى فتاة من عيون الأم التى تنحصر أحلامها بعد ولادة أول بناتها فى اليوم الذى ستترك فيه ابنتها "بيت ابوها" لتنتقل لـ"بيت العدل"، لم تكن تدرك صاحبة الرسالة وغيرها من مئات الأمهات أن بمجرد أن ترحل العروس مودعة لبيت عدلها، ستترك خلفها مشاعر الوحشة القاسية، هنا سريرها الذى احتواها طفلة، مراهقة، ثم أنثى يافعة، هنا غرفتها، مكتبها القديم، ضحكاتها التى مازالت ترج أركان المنزل كلما تذكرت الأم موقف عابر لابنتها هنا وهناك، هنا شريك حياة كاملة رحل اليوم لحياة أخرى ستستقر فيها "الأم" والأب فى خلفية المشهد الذى تغير للتو .. صاحبة الرسالة نقلت لنا مشاعر الوحشة القاسية التى اقتحمتها بمجرد انتهاء عرس ابنتها الكبرى .. "انا أم لثلاث فتيات وولد، كغيرى من الأمهات كنت أحلم دائماً بتزويج بناتى، ورؤيتهن فى الكوشة، وبيت العدل كما تحلم أى أم، لم أكن أدرك وقتها أن مشاعرى ستتبدل من الفرحة للرعب بمجرد دخولى المنزل لليلة الأولى بعد زواج ابنتى الكبرى، لم أكن أدرك أنى سأفتقد كل تفاصيل وجودها بالمنزل، كل ضحكاتنا، مشاكلنا، مشاجراتنا وجدالنا الطويل، ما أشعر به اليوم أنى فقدت جزء منى، حتى وأن كانت على بعد عدة شوارع منى، لن أراها صباحاً، لن استمتع مرة أخرى بالنداء عليها فترد من داخل غرفتها بتملل، لن أشعر مرة أخرى بوجودها كركن رئيسى فى حياتنا.. وحشتنى من دلوقتي " ..

التعليق على الحكاية .. عن الفقد الجبرى نتحدث

اعتدنا الظن أن الاحتفاظ بالأشياء ممكناً، أن بمقدورنا دائماً ان نبقى على ما نحب، ومن نحب، بإمكاننا دائماً رسم خريطة المحيطين بنا، وتحديد أماكنهم على الخريطة بما يتيح لنا الراحة، ولكن ليست كل ظنونا صائبة دائماً، حقيقة الأمر التى يفرضها علينا الواقع بقسوة يوماً بعد أخر، أن ما بمقدورنا حقاً أقل كثيراً مما نظن، وأن قدرتنا على الاحتفاظ بالأشياء ليست فى أيدينا فقط كما نظن، نصطدم دائماً بفقدنا للأشياء دون حول منا ولا قوة، ونبقى دائماً أمام امتحان التعامل مع مشاعر الفقد كلاً حسب قدرته، ستفتقدين ابنتك يومياً، ستتأثرين يومياً بمجرد دخول غرفتها، ستستمعين لضحكاتها كل يوم أذنيك صباحاً ومساء، عليكِ التعامل مع مشاعر الفقد، فهى لن ترحل أبداً، كل ما يمكنك فعلاً هو توظيفها جيداً، التدريب على التوازن مع عدم وجودها كما اعتدتى، واستبدال مشاهد وجودها بالمنزل بمشاهد أخرى للزيارات والمحادثات الهاتفية والأوقات التى يمكنكما قضاؤها سوياً، لن تعود ابنتك لسابق عهدها، فهى بدأت حياتها الجديدة، وكل ما عليكِ فعله هو التدريب على "التأقلم"










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة