اخترنا حكاية خاصة جداً هذه المرة، حكاية تناسب الأيام التى نعيشها منذ الخامس والعشرون من نوفمبر، وحتى 10 ديسمبر الجارى، وهى الأيام التى حددتها هيئة الامم المتحدة ليقف العالم فى مواجهة ما تعيشه النساء من عنف قد تجده واضحاً فى عيون فتاة مثل صاحبة الرسالة التى تشكو من أب لم يعاملها يوماً باعتبارها ابنته.
عمر صاحبة الرسالة تجاوز الـ25 عاماً، ولكنها حتى اليوم ما زالت تتلقى صفعاته الصباحية بسبب أو بدون سبب، الحكاية تدور أحداثها على مدار سنوات حاولت صاحبتها أن تسرد معاناة طفولتها مع أب اعتاد ضربها باستمرار، وصلات طويلة من الضرب المبرح، وصفعات الوجه المهينة وضعت على قلبها أقفالاً حديدية من عالم الرجال.
وتقول صاحبة الرسالة : "ماكنتش هتكلم غير بعد ما أبويا ضربنى قدام خطيبى" بهذه الجملة القاسية بدأت رسالتها التى أكملتها قائلة " والدى طول عمره بيضربنى بعنف على كل حاجة وأى حاجة، طول عمرى حاسة أنى مش بنته، وبقيت كمان أحس انى مش بنت، كان عندى مشاكل كبيرة منعتنى أنى أقدر أحب بسهولة او أقرب من أى راجل أو أتقبل فكرة الجواز، لحد ما قابلت خطيبى وطمنى، وعاملنى معاملة عمرى ما عشتها فى بيت أهلى، أخر خناقة بينى وبين والدى كبرت لدرجة انه ضربنى قدام خطيبى، ومن ساعتها وانا مش قادرة اتكلم مع حد، ولا حتى خطيبى، ومش عايزة أتجوز".
التعليق على الحكاية ..
لا يوجد مبررات للعنف، ولا يعرف المنطق طريقة لتبرير جملة "بيضربنى بسبب ومن غير سبب"، فليس لتشويه نفسية أنثى على أيدى والدها أسباب منطقية يمكن الحديث عنها، توقفى عن سجن نفسك فى أسوار العنف الذى مارسه عليكِ والدك حتى تحولتى إلى كائن يخشى الخروج للعالم خوفاً من لقاء العنف نفسه على أيدى الرجال.
أنتِ اليوم تبلغين من العمر ما يكفيكِ للتعبير عن غضبك، التعبير عن رفضك لكل ما مضى من سنوات مارس خلالها والدك كل أنواع التشويه النفسى، هروبك من فكرة الزواج، والتسليم لرجل قد يعاملك باحترام هو أكبر الآثار النفسية السيئة التى سببها لك عنف الأب، ولكنه ليس حلاً، فليس معنى ما عشتيه رغم صعوبته أن كل الرجال يمارسون العنف نفسه بالضرورة.
الدور اليوم منقسم بينك وبين شريك حياتك الذى قمتِ باختياره رغم خوفك من الرجال، دورك هو الاستناد لظهرك أولاً للتخلص من الآثار النفسية للسنوات الماضية، عليكِ الإيمان بقوتك الخاصة على مواجهة الأمر، ليس أمامك حلاً أخر سوى النجاح فى عمل يشعرك بقيمتك مرة أخرى، والإيمان بقيمتك وعدم السماح لأخر بإهانتك مهما كان الدافع.
أما دور شريك حياتك فهو الأكبر، عليه دعمك، احتضانك، حمايتك حتى من عنف الأب نفسه، ابدئى حياة جديدة بصحبة "رجل" يعرف قيمتك جيداً، يعاملك بالشكل الذى تستحقه أنثى، واتركى سخطك على والدك يتحول لطاقة عمل ونجاح ورفض لكل ما يمكن أن يعيد إليك الشعور بالقهر مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة