بالصور.. شاكر عبدالحميد والنورج عن "الخاتن": العبودى ينتصر لـ اللغة وطين الأرض

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 03:44 م
بالصور.. شاكر عبدالحميد والنورج عن "الخاتن": العبودى ينتصر لـ اللغة وطين الأرض
كتب ياسر أبو جامع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت، مساء أمس، مكتبة "قلمى" ندوة لمناقشة رواية "الخاتن" لـ أدهم العبودى، بحضور الناقد الكبير الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور حمدى إبراهيم النورج، أستاذ النقد بأكاديمية الفنون، والكاتب الصحفى سيد محمود، رئيس تحرير جريدة "القاهرة"، وعدد من الكتاب والمثقفين الذين احتفوا برواية العبودى الجديدة.

وفيما يلى رصد لجزء من قراءات المناقشين خلال الندوة.

-  "الخاتن": رحلة بحث عن "الملائكة والغربان":

قال الدكتور شاكر عبد الحميد، فى قراءته لـ"الخاتن"- التى عنونها بـ"غربان وملائكة"، إنه مثلما تبدأ رواية الخاتن" بفعل عنيف وقاسٍ ومؤلم مدمر للجسد الإنسانى والنفس البشرية، كذلك تنتهى الرواية بالحرق والدم والنيران والموت، مشيراً إلى أن الرواية اهتمت برصد وتصوير الحضارات الغابرة والذكريات المعتمة المتعلقة ببقايا تلك الحضارات، الموجودة هناك على الجدران وعلى المعابد وداخل نفوس البشر وعلاقاتهم ومعتقداتهم.

وأضاف وزير الثقافة الأسبق، أننا أمام رواية تحكى عن الموت والفقد والأوطان الضائعة والأمجاد الغابرة، والذات التى تبحث هنا وهناك عن هويتها، وتبحث كذلك عن "الملائكة الغربان".

1
وأوضح شاكر، أن فى الرواية رصد عميق لحالة الضياع فى التيه والصحراء بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية فى الربع الأول من القرن العشرين، وحروب كردستان وسقوطها، ورحلة طويلة وشاقة فى الصحراء للبحث عن الذات وعن الهوية الكردية والهوية المصرية، كما تحوى الرواية وصفاً لكردستان فى بداية القرن العشرين، وكذلك لمصر فى ذلك التاريخ، حيث كان ليل القاهرة أشد حلكة من ليل كردستان، كما تضمنت وصفاً لمحطة الأقصر المزدانة بالرسوم الفرعونية الباهتة، مشيراً إلى أن الوصف والتصوير استمر عبر الرواية لحالات تراكب (صورة فوق صورة كما فى السينما) المدن والشخصيات والذكريات والأحداث من هناك ومن هنا،من كردستان ومن مصر .
5
وأشار إلى أن "الخاتن" عبارة عن تصوير فنى لحالة رجل بلا وطن، رجل تائه احترق أهله جميعهم، أو ماتوا بفعل الحرب أو الختان، من ثم فإننا نجد بطل الرواية "زاخولي" غارقاً فى مأساة وجوده المهيمنة، مستغرقاً فى ذاته والماضى والذكريات، موضحاً أن الخراب الذى لحق بكل شئ فى كردستان تسبب فى تحول "زاخولي" إلى مسخ، أو إلى شخص منقسم إلى شخصين، أحدهما يبحث ويسعى ويتألم، والآخر يراقب ويتخفى ويهرب.

- "الخاتن" لغة النخل المفرطة وسطوة الراوى:

وقال الروائى الدكتور حمدى النورج، فى قراءته التى عنونها بـ ("العبودي" لغة النخل المفرطة وسطوة الراوي)، إن الكاتب توغل فى لغة الشعر المفعمة بالشاعرية المركزة فى المنسوج السردى المقدم من خلال روايته "الخاتن"، مشيراً إلى أن لغة الشعر أطمعته حتى أطغته- حسب تعبيره.

2
وأضاف أستاذ النقد بأكاديمية الفنون، أن الكاتب تعجل متغاضيا عن مشاهد احتاج فيها المتلقى أن يرى حجم معاناة الراوى، كيف هو واقع الحرب ومأساتها على النفس.. لماذا كان متعجلا فى رحلة هروبه؟، موضحاً أن "العبودى" لم يجعل المتلقى يشعر بأثر الحرب وسلوكها المشين، وأنه اكتفى بجرعة المعاناة والاستلاب التى قدم من خلالها بطله "زاخولى" المهزوم، مؤكداً أن هذا الخطاب لا يعيب العبودى كروائى لاعتماده على الثابت القوى والجدار الأميز فى فنون القول وهو "اللغة".

وأكد النورج، أنه خلال هذه المناقشة، ليس المطلوب هو تقديم ورقة نقدية شاملة عن عمل قضى فيه المبدع –يقصد العبودى- شهوراً قراءةً وبحثاً وكتابةً ومراجعةً ثم نأتى عليه فى جلسة واحدة، قائلاً: "نحن نطوف ولا نلبى"، مضيفاً؛ أن هناك الكثير الذى يمكن قوله حول رواية "الخاتن" للمبدع أدهم العبودى، أحد أبناء القلم الجنوبى الرائع، حيث باكورة اللغة وسطوتها.

3
وأكد النورج- فى ختام قراءته- أن رواية "الخاتن" يمكن تصنيفها ضمن الفريق الروائى المحافظ على جوهر اللغة وسلامة التجربة وباكورة الفكرة والانتصار لطين الأرض.

جدير بالذكر أن رواية "الخاتن" صدرت عن دار "مصر العربية" للنشر والتوزيع بداية العام الجارى 2016، وتعتبر العمل الخامس لـ العبودى بعد "متاهة الأولياء"، والمجموعة القصصية "جلباب النبى" الفائزة بجائزة إحسان عبد القدوس عام 2011، ورواية "باب العبد" الفائزة بجائزة الشارقة عام 2012م، ورواية "الطيبون" 2014.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة