كرم جبر

فى دور الأيتام.. دُفنت الرحمة فى مقابر القسوة!

السبت، 26 نوفمبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دُفنت الرحمة فى مقابر القسوة، وانتحرت القيم فى زمن الطفح الأخلاقى، وأتصور أحيانا أننا فى غابة يسيطر عليها وحوش، وكيانات يرتدون ملابس البشر، وتدارى حيوانات شرسة بلا قلب ولا عقل ولا ضمير، وإلا بماذا أفسر قيام مشرفة دار «جنة الخير» للأيتام، بإجبار أربع فتيات صغيرات، بالجلوس على سخان كهربائى أو جسم مشتعل، مما أدى لإصابتهن بحروق فى أماكن حساسة، ولمن لا يعلم فالسخان هو ذلك القرص البدائى، ذات السلك اللولبى، الذى يتحول إلى كتلة لهب بعد توصيل الكهرباء.
 
لو كانت المشرفة ومعاونيها فى بلد آخر لحكموا عليها بالإعدام أو السجن مدى الحياة، لأن الجريمة بهذا الشكل تخرج عن نطاق العقل والمنطق، وتقترب من الانتقام الدموى المجنون، الذى يفتقد النوازع الإنسانية، فما بالنا بصغيرات يتيمات لا حول لهن ولا قوة، ووقعن تحت سيطرة وسادية وجبروت، حيوانات بشرية ضارية، يطربهم أنات العذاب وألم الوجع وذل الاستغاثة، فلا عقل يفكر ولا قلب يرق ولا ضمير يهتز.
 
إحنا فين بالضبط، فى مصر الرحيمة التى تكره العنف وتعشق التسامح، وترفض الظلم والتسلط والوحشية، أم فى بلد آخر غير بلدنا الذى نعيش فيه، وهل مشرفة الدار ومن معها من نفس جنسنا، ويعيشون بيننا ويسكنون بالقرب منا ويذهبون إلى الأسواق؟ ومن الذى منحهم حق إهدار الحياة والكرامة وسلامة الجسد، فاستباحوا صغيرات بأبشع الطرق  وأحط الوسائل، أليس للمشرفة المتوحشة بنت أو قريبة فى نفس سنهن، ألم تفكر يوما ماذا تفعل إذا كانت الضحية ابنتها أو ابنه أختها؟
 
يا من تفعلون الخير، لا تفعلوه إلا إذا تأكدتم أنه يذهب للخير، ولا تتبرعوا لدور تعذيب الأطفال والتنكيل بهم، وإذا كانت الصدفة البحتة هى التى تكشف جرائمهم، فكم كارثة تُرتكب فى الخفاء وتدفن فى طى الكتمان، وكم من طفل معذب يضيع صوته ولا يسمعه أحد؟ وهل كُتب على هؤلاء اليتامى أن يشربوا كؤوس العذاب مرتين، من أسرهم الذين رموهم، ومن مرضى ساديين ينفثون فيهم عقدهم؟
 
ليس وطنيا الذى كنت أعرفه، وليسوا أبناء بلدى الطيبين، الذين انقلب بعضهم إلى شياطين، ولا ينفع مع مثل هؤلاء السفاحين ردع العدالة البطيئة.. ويا ريت كان فى القانون المصرى عقوبات المثل، لتذوق المشرفة المتوحشة نفس العذاب عندما يجلسونها فوق سخان كهربائى ملتهب.









مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

sameh

ايدك فى المياه الباردة

سؤال هام ؟ اذا لم يفعل اهل الخير وتركوا الايتام بالشوارع هل هذا يسعد الكاتب سؤال اخر ؟ هل اغلب دور الايتام بها هذه القسوه بل هل نفس الدار المذكورة اغلب الامهات بهذه الوحشية ؟ السؤال الثالث ماعدد دور الايتام التى قام كاتبنا العزيز بزيارتها ؟ السؤال الرابع ماهى الدراسة او المعاونة التى يقدمها لتحسين الوضع بدور الايتام ؟ وانا هنا لا اوافق على الوحشية واطالب باقصى عقاب لمن يقوم باى تصرف به شبهة وحشية او تنمر ضد اى مستضعف ولكن الموضوع ليس كلام لتحليل مرتب الموضوع يتطلب عمل مجتمعى ومشاركة من كل من يستطيع وليس بالمال بل بدراسات نفسية وسلوكية للامهات وتقديم دورات من كل الانواع لتنميتهم نفسيا وسلوكيا ثم اين الامهات اصلا ومن هم وما هى دراستهم ، ارجوا من كاتبنا تحديد المشكلة فى افراد خرجوا عن ادميتهم لا فى نظام يسعى الوف الى عمله على احسن وجه تقربا الى الله وحفاظا على المجتمع

عدد الردود 0

بواسطة:

مراد

اللهم الطف بنتا

اولا تحية لك استاذ كرم جبر على هذا المقال الذي يلقي الضوء غلى دار ملاجئ يتعامل بهذه القسوة والوحشية والسفالة ولكن للاسف لمن يعش في الخارج وينزل اجازات سيجد ان الحياة في مصر كانت من عام لاخر تحولت الى غابة بأكل فيها القوي الضعبف وصارت القسوة وا لمصالح الانانية هي السائد ولاتستطيع ان تنهي مصلحة لك الا وتفاجئ بالفساد والرشوة وتعطيل المصالح -ربنا يلطف بمصر من قسوة أهلها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة