"جبريل الرجوب"، اسم طالما اقترن بالتعاون الأمنى مع إسرائيل، خاصة حينما كان رئيسًا لجهاز الأمن الوقائى الفلسطينى، لدرجة أنه يوصف برجل تل أبيب الوفى، حتى بعد أن ترك الأجهزة الأمنية، وتولى رئاسة اتحاد الكرة الفلسطينى، فتعاونه مع الإسرائيليين أصبحت عادة لم يستطع الرجوب التخلى عنها، لكنها هذه المرة تحولت من التعاون الأمنى إلى المجال الرياضى، وهو ما وضح حينما سحب الرجوب، طلب التصويت الذى كان مطروحًا على الجمعية العمومية للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلى.
الرجوب صاحب التاريخ الملىء بالسقطات السياسية والأمنية، هو الوجه الجديد الذى يستخدمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن حالياً للهجوم على الدول العربية، خاصة الرباعية العربية التى تضم مصر والسعودية والأردن والإمارات، الدول التى أخذت على عاتقها مهمة صعبة، وهى توحيد الصف الفلسطينى ليكونوا صوتًا واحدًا فى مواجهة العدو الإسرائيلى، لكن لأن رجال إسرائيل فى السلطة يخشون من الوحدة الفلسطينية، عملوا على إفشال أى تحرك عربى للم شمل الفلسطينيين، فتم الدفع بأحد هؤلاء وهو جبريل الرجوب، الذى يعتبره أبو مازن رأس الحربة فى مواجهة الأشقاء العرب.
جبريل الرجوب، الذى يرتبط بعلاقات مباشرة مع مفتش عام الشرطة الإسرائيلية رونى الشيخ وقت أن كان مسئولا فى "الشاباك" عن الضفة الغربية تهكم على الرباعية العربية خلال لقاء جمعه ببعض السياسيين فى الأردن، ويقود "الرجوب" وهو أبرز أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد المدللين لدى الرئيس الفلسطينى أبو مازن حملة شرسة لإفشال أى جهود تقوم بها الرباعية العربية.
ويعد اللواء جبريل الرجوب صاحب أول محاولة تمرد ضد السلطة الوطنية الفلسطينية ضد الشهيد الراحل ياسر عرفات فى مارس 1996، وكانت بداية هذا التمرد الذى وصل إلى حدود رفض الانصياع لأوامر "أبو عمار" حينما امتنع الرجوب عن الالتزام بتعليمات القائد العسكرى للضفة الغربية اللواء الحاج إسماعيل جبر، ورفض حضور أى اجتماعات برئاسته وهدد بعصيان مسلح فى مقر قيادة جهاز الأمن الوقائى فى مدينة أريحا، وبعد اتخاذ الرئيس عرفات قرارًا بـتنحية الرجوب من منصبه كمسئول للأمن الوقائى وتعيين المقدم حسين الشيخ بديلا له رفض الرجوب تنفيذ الأمر بدعم قوى من إسرائيل، وأمر الرجوب ضباط وأفراد جهاز الأمن الوقائى بألا ينفذوا أى تعليمات تصدر من أى فرد وأن ينصاعوا لأوامره فقط.
وفى تسريب صوتى بين الرجوب والشهيد عبد العزيز الرنتيسى حاول الرجوب تبرئة ساحته من تورطته فى اغتيال 8 قادة من كتائب عز الدين القسام فى الضفة الغربية وإلصاق التهمة بالرئيس الشهيد ياسر عرفات، فقد أصدر ياسر عرفات قرارا بإخلاء جميع المعتقلين فى الضفة الغربية وهو ما وعد الرجوب بتنفيذه فى حضور القائد الأسير مروان البرغوثى فى مكتب الرجوب، فى حين تعهد اللواء الرجوب لصديقه رونى الشيخ "يمنى الأصل" بعدم تحرير المعتقلين التابعين لقادة القسام والذين تم تصفيتهم فى مقر الأمن الوقائى دون معرفة سبب رفض الرجوب الإفراج عنهم أو تسليحهم للدفاع عن أنفسهم.
الرجوب الذى هاجم قادة أجهزة المخابرات العربية متهكما عليهم كان دائم الاتصال مع الإسرائيلى رونى الشيخ مفتش عام الشرطة الإسرائيلية، وفى إفادته ضد القيادى الفلسطينى محمد دحلان استندت جميع أقوال وتبريرات الرجوب إلى ما أبلغه به رونى الشيخ الذى ارتبط بعلاقات وثيقة مع الرجوب وهو ما أثار حفيظة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح.
اختار الرجوب بوابة اتحاد كرة القدم فى فلسطين للتسويق لنفسه بين أبناء الشعب الفلسطينى بعد اخفاقاته الكبيرة بدءا من تسليمه 8 من قادة كتائب عز الدين القسام إلى إسرائيل انتهاء بإفساده العلاقات الفلسطينية الأردنية وتهكمه على المسيحيين فى فلسطين، ويسعى الرجوب فى تصريحاته الاستفزازية لإثارة الرأى العام والإعلام حوله رغبة منه فى تحقيق حلم ترأس السلطة الفلسطينية بدعم أمريكى إسرائيلى قطرى، وهو ما كشفت عنها وثائق مسربة عن وزارة الخارجية القطرية فى محضر اجتماع أمير الدوحة تميم بن حمد والرجوب دائم التردد على قطر بزعم حضور فعاليات رياضية.
وتكشف الزيارات المتكررة للرجوب وتودده لقادة حماس مدى التنسيق القطرى بينه وبين الحركة، فى محاولة منه لخلافة أبو مازن فى رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث يرتبط الرجوب بعلاقات واسعة مع قادة الحركة المسيطرة على قطاع غزة فقد سعى جبريل الرجوب عقب اتهامه بتسليم قادة القسام لإسرائيل ليتم تصفيتهم لتوطيد علاقته بـ"حماس".
ويشكل اللواء جبريل الرجوب بجانب اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية والدكتور صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية أضلاع المثلث الرافض لتقوية جبهة فتح الداخلية عبر جهود الرباعية العربية، وأحد أبرز أبواق الرئيس أبو مازن لإفشال أى جهود لتوحيد فتح لأنه يعى أن وحدة الحركة سيكشف مدى ضعفه وتواضع شعبيته فى الأرض المحتلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة