أشرف عبيد حسين يكتب: أيقونات خالدة للخراب

السبت، 22 أكتوبر 2016 06:00 م
أشرف عبيد حسين يكتب: أيقونات خالدة للخراب جائزة نوبل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منح جائزة بحجم نوبل للسلام لشخصيات لزجة ليس لها قيمة ولا وزن، هو مثال حى على الاختلاف الصارخ بين ثقافتى الشرق والغرب.. فذلك النوع من البشر على الرغم من انتشاره كجراد الصحراء فى شرقنا السعيد، غير مألوف ونادر كالفيلة الحمراء فى الغرب البعيد.

 

ولا أظن أحدا من مانحى نوبل فى بلاد السويد يستطيع تفهم كيف يعيش ويموت شخص بدون مبدأ.. أى مبدأ.. ليس مع الخير ولا مع الشر، غير منحاز لليمين ولا منحاز لليسار، لا يفرح للتقدم ولا يحزن للتأخر، لا يسعده العمران ولا يشقيه الدمار.. بارد كثلج بلوتو.. جامد كصخر المريخ..حتى المتطرفين الذين خبرهم الغرب والشرق معا، لديهم مبدأ مستعدين للموت من أجله على الدوام.. النازيون كانوا ومازالوا لديهم هدف يسعون – بكل ما أوتوا من جهل وحماقة – إليه جاهدين.

 

أما من يمتطون ظهور الثورات الشريفة ويلهون بالعقول الساذجة البريئة فأمرهم يربك بالفعل أعظم العقول السوية.. فغير مفهوم بحق كيف يستخف شخص بدمار أمم بأكملها.. لا يبكيه القتلى.. ولا يوعكه الجرحى، يدوس الجثث مغردا، ويزحزح الأشلاء معربدا..

إن عالمنا العربى مع الأسف مليء بعشرات الآلاف من الانتهازيين والوصوليين ومحترفى الظهور، عاشقى الاضواء والتصدر.

 

ولكن – ومع ذلك – يتفوق البعض ببراعة على معظم هؤلاء، أشخاص يظهرون الخوف والهلع على سوريا ولا تهمهم سوريا مقدار قيد أنملة، ولا يزعجهم هول ما حدث ويحدث لها جراء ما كان العامة يعتقدون أنه الخلاص، يبدون القلق على اليمن ولا يعنيهم البلد الذى انقلب تعيسا بعدما لقب فيما مضى بالسعيد، يلوكون مصر بألسنتهم فى كل مناسبة ولا تشغلهم أرض الكنانة ولا أهلها من قريب أو بعيد، وما ذكرهم الدائم لمصر إلا اتقاء لخفوت الاضواء وتجنبا لتوارى الكاميرات.

 

فكلما انشغل الناس عن أمثالهم، استشعروا ذلك بموهبتهم الفذة فيعودا ليدعوا البطولة ويقوموا فيرتدوا ثياب الناصحين ويبادروا فيحملوا سيوف الفاتحين.

 

كأن ما حل بالبلاد والعباد لا يكفى ولا تكفى تبعاته كى تتحرك ذرة شفقة فى قلوبهم الجحودة أو تتزحزح لحظة ندم فى ضمائرهم المفقودة.

 

مُحَيا هؤلاء البغيض يبعث على الرهبة ومنظرهم الكئيب يدفع للغثيان ويُذكِر بأيام الألم والتيه والضياع، صورهم وهم ينظرون إلى لا شيء انطبعت فى وجدان الأسوياء كتذكير مرير بكل شرور العالم وحماقاته.. وإذا كان لابد من ذكرهم وتخليدهم فلا بأس من جعلهم أيقونات تشمئز لها القلوب وتقشعر لها الأبدان، أيقونات خالدة للخراب.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة