كرم جبر

من حق الفقراء أن ينعموا بخيرات بلدهم

الأحد، 02 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ميزة المشروعات الكبرى أنها تفرغ المناطق المكدسة من الزحام، ومعظم مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية من صنع الزحام، أصبحنا مثل الركاب المتعبين الذين يقتحمون أتوبيسا ممتلئا للبحث عن مقعد شاغر، فتكدسوا وانحشروا وزادت معاناتهم، وفى الزحام يمكن أن يحدث أى شىء، ولا تلوموا الواقفين على قدم واحدة، بل ابحثوا عما يخفف عنهم المعاناة.
 
فى القاهرة، على سبيل المثال، أماكن مثل علب السردين، لا تعرف الشمس ولا الضوء ولا الهواء، وإذا حاولت امرأة أو فتاة أن تفتح نافذة، اخترقتها عيون جيران لا تفصلهم عن غرفتها سوى سنتيمترات، وشوارع ضيقة وملتوية مثل الثعابين السامة، تبتلع من فيها بالسموم والأوبئة والأمراض، ومن حق قاطنيها أن يخرجوا إلى سطح الأرض، وأن يتمتعوا بأدنى حقوق البشر فى الحياة، ولا سبيل إلا تفريغ الاختناق بالهجرة إلى أرض الله الوسعة، داخل مصر وليس على متن سفن الموت.
 
مصر يمكن أن تحتوينا جميعا، الفقير قبل الغنى، وغير القادر قبل الميسور، لأننا نعيش على أقل من %8 من مساحتها الشاسعة، وتركنا بقية الوطن نهبا للإهمال والرمال والرياح والفراغ، الساحل الشمالى الغربى فيه مساحات شاسعة، من الأراضى المهيأة للتنمية، يمكن أن تحذب ملايين من البشر ضاقت بهم سبل الحياة فى الوادى المختنق، أرض منبسطة ومناخ أوروبى فى الصيف والشتاء، فلماذا نتركه وتغتال العشوائيات الأراضى الزراعية التى تنتج الغذاء؟
 
الدولة تدرك الآن أهمية إعادة تأهيل التكدس السكانى، بخلق مجتمعات عمرانية متكاملة المرافق والخدمات، وإذا وفرت لهم مسكنا وفرصة عمل ومدرسة ومستشفى، فستجد ملايين الحالمين بحياة نظيفة، خالية من التلوث بكل صنوفه، وباعثا من جديد على الأمل فى الحياة.
 
مصر ليست فى حاجة إلى منتجعات تسيطر عليها فئة قليلة، ولا يرتادها أصحابها إلا فى المناسبات، كمن يزورون القبور لقراءة الفاتحة على الأموات، وواقع الحال يقول «هنا مقابر ثروة مصر».
 
ليكن لنا فى الأراضى المنهوبة أسوة سيئة، لأنها وسعت كروش الأثرياء لدرجة التخمة، وضيقت فرص الحياة الكريمة على المحتاجين والبسطاء، والدرس المستفاد هو أن يتذوق الجميع ثمار التنمية، لرفع درجة السلام الاجتماعى والانتماء، وبداية الأمل كانت فى الأسمرات وغيط العنب، ومشروعات أخرى كثيرة عنوانها «مصر لكل المصريين».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة