أكد السفير يوليوس جيورج لوى، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة، أن ندرة المياه تمثل واحدة من أكبر التحديات التى تواجه مصر والمنطقة بأسرها، مضيفا أن لكل إنسان الحق فى الحصول على مياه آمنة بأسعار معقولة حتى يتمكن من تلبية حاجته من الاستخدامات الشخصية والمنزلية، وذلك وفقا لما تحدده مواثيق الأمم المتحدة.
وأضاف سفير جمهورية ألمانيا، خلال افتتاحه الحلقة النقاشية الثانية والأربعين لمنتدى القاهرة للتغير المناخى، أن استخدام وإدارة الموارد المائية كانت إحدى أولويات التعاون الألمانى الدولى على مدى سنوات، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص فى مجال المياه مع التركيز على اللامركزية فى توفير المياه، وذلك لضمان وصول مياه آمنة لجميع المصريين.
من جانبه قال، الدكتور محمد رامى، الأستاذ الباحث بالمركز القومى لبحوث المياه فى مصر أن مصر لديها خطط لإدارة المياه لسنوات طويلة قادمة حتى عام 2030 و2050، والهدف من وراء تلك الخطط هو تحقيق الاستخدام الأمثل للمياه من خلال التقنيات المتقدمة والحد من استهلاكها فى مجالات الصناعة والزراعة والأغراض المنزلية، موضحا أنه تم اتخاذ بعض الخطوات فى هذا الاتجاه على سبيل المثال إدخال تقنية الرى بالتنقيط فى الزراعة.
وأشار إلى أن هناك تقارير شهرية تقوم على جمع البيانات المتعلقة بالتخلص من مياه الصرف الصناعى، وهذه التقارير متاحة للجمهور فى صورة نسخ مطبوعة وعلى شبكة الانترنت، وتشير إلى أن معظم مياه الصرف الصحى فى مصر لا تلقى مباشرة فى النيل، ولكن تذهب إلى معالجة أولى باستثناء بعض المناطق فى صعيد مصر حيث الانتهاكات أكثر شيوعا.
وأضاف أن المحاولات التى يقوم بها المركز القومى لبحوث المياه للسيطرة على تبخر المياه كوسيلة للحد من فاقد المياه لم يتم تفعيلها بنجاح.
من جانبها، قالت أمنة شرف، الباحثة البيئية بالمركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إن مصر تحتل المرتبة السابعة بين أكثر دول العالم ذات الدخول المتوسطة والمنخفضة والأفقر مائيا.
وأضافت أن المجتمعات الأكثر فقرا تكون هى ذاتها الأكثر تضررا من الأمراض الناجمة عن تلوث المياه وسوء الصرف الصحى.
فى سياق متصل، قالت الدكتورة إيمان الطحاوى، استاذ مساعد الصحة العامة وطب المجتمع بجامعة القاهرة لجمهور الحاضرين، إن الصعوبة الحقيقة تكمن فى التخلص من المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة مثل الفوسفات والرصاص والزرنيخ فى المياه العذبة والتى تنتقل بعد ذلك بصنبور المياه، مضيفة أن المعادن الثقيلة تشكل خطرًا عملى على الأمراض والصحة العامة، كما أنها تسبب الفشل الكلوى والسرطان والإجهاض وتشوه وتقزم الأطفال.
فى السياق ذاته، أكد الدكتور حسام شوقى، ورئيس مركز أبحاث تحلية المياه فى مصر، أن تكنولوجيا تحلية المياه هى السبيل الوحيد لتعزيز إمدادات المياه العذبة لأغراض الشرب فى البلاد، موضحا أنه يجرى بالفعل إنتاج ١٣٥ ألف متر مكعب من المياه العذبة فى مصر يوميًا من خلال عمليات تحلية مياه البحر وتهدف مصر فى السنوات المقبلة انتاج مليون متر مكعب من المياه العذبة يوميا.
وأوضح أن الهدف من إنشاء "تحالف تحلية المياه" بالتعاون مع بعض الجامعات المصرية وشركة المياه القابضة ومؤسسات مدنية كان إنتاج أغشية التناضح العكسى محليا بدلا من استيرادها من الخارج، مؤكدًا أن محطات تحلية المياه بالطاقة الشمسية هى خيار مثالى للتطبيقات الصغيرة لإمداد المجتمعات المحلية الصغيرة بالمياه العذبة، ولا يمكن أن تستخدم الطاقة الشمسية فى أنتاج كميات كبيرة من المياه؛ لأن ذلك يتطلب مساحات ضخمة جدا من الألواح الشمسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة