أعلن الرئيس الأمريكى بارك أوباما فى مقال له نشر اليوم الثلاثاء على شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن الولايات المتحدة سترسل البشر إلى كوكب المريخ بحلول ثلاثينيات القرن الحالى.
وقال أوباما فى مقاله: "أتذكر مشهدا من الذكريات الأولى فى حياتى عندما كنت جالسا على أكتاف جدى وأنا ألوح بالعلم فى الوقت الذى عاد فيه رجالنا الفضائيون إلى هاواى. هذا الأمر كان قبل أن تطأ أقدامنا على سطح القمر بعدة سنوات، وقبل عقود من أن تهبط عرباتنا الفضائية فوق سطح كوكب المريخ.. هذا جيل جاء قبل أن تتداول مواقع التواصل الاجتماعى صورا من وكالة الملاحة الفضائية (ناسا)".
وأضاف أوباما الذى يستعد لمغادرة البيت الأبيض خلال أسابيع: "مازال يراودنى شعور التعجب نفسه حول برنامجنا الفضائى كما كان يراودنى عندما كنت طفلا. فإنه يمثل جزءا مهما فى شخصيتنا من حب الاستطلاع والاستكشاف والابتكار والبراعة، لنتخطى حدود كل ما هو ممكن وأن نستبق صنعه عن أى أحد. فالسباق الفضائى الذى حققناه لم يساهم فقط فى التطويرات الطبية والتكنولوجية الهامة، بل ألهم جيلا جديدا من العلماء والمهندسين مع أفضل طاقم بأن يحافظ على أن تعتلى أمريكا أعلى المراحل المتطورة".
واستطرد أوباما اخفقت إدارته فى العديد من الملفات السياسية خاصة فى منطقة الشرق الأوسط: "لهذا السبب، فقد تعهدت لأول مرة كرئيس للشعب الأمريكى أن نعيد العلم إلى مكانة الصحيح. ففى بداية الشهور الأولى لنا، نجحت إدراتى فى استثمار وحيد وهام بأحد أبحاثنا الرئيسية فى تاريخنا. فد ذهبت إلى مركز كينيدى للفضاء وطالبت بإعادة وضع صورة وتنشيط لبرنامجنا الفضائى من أجل اكتشاف الكثير عن مجموعتنا الشمسية وأن ننظر بعمق إلى الكون الذى نعيش فيه عن ذى قبل".
وتابع أوباما: "منذ ذلك الوقت، فقد أحيينا الابتكار التكنولوجى فى وكالة ناسا وقمنا بتمديد عمر المحطة، كما ساعدنا الشركات الأمريكية على خلق فرص عمل فى القطاع الخاص للاستفادة من الإمكانات غير المستغلة فى صناعة الفضاء".
وقال أوباما أيضا "فى خلال السنة الأخيرة، اكتشفت ناسا مياه متدفقة على سطح كوكب المريخ وأثار ثلج على سطح أحد أقمار كوكب المشترى، كما وضعنا رسم تفصيلى عن كوكب بلوتو، الذى يبعد عن كوكبنا بحوالى 3 مليار ميل. كما أن تلسكوباتنا الفضائية قد اكتشفت كواكب أخرى شبيه لكوكب الأرض تدور فى مضارات فى نجوم بعيدة عنا. ونسعى أن نرسل مهمات من أجل التفاعل مع الكويكبات التى ستساعدنا فى معرفة كيفية أن نحمى كوكبنا من مخاطر الاصطدام بكواكب أخرى كما إنها ستعطيننا مزيدا من المعلومات عن أصل الحياة على كوكب الأرض. وسباحة كوكب الأرض فى الفضاء هى حركة مدفوعة من قبل حركات باقى الكواكب الأخرى، الأمر الذى لم تستطيع أى شعب أن تعرفه. ونحن لا نزل ندفع بخفض تكلفة الاكتشافات الفضائية من أجل دافعى الضرائب.
وأوضح أوباما "وفى هذا الأسبوع، سوف نعقد اجتماع للرواد الأمريكيين من علماء ومهندسين ومخترعين وطلاب فى بيتسبيرج من أجل وضع خطة حول طرق تطوير وتحديث وإيجاد الافاق المقبلة. فمنذ خمس سنوات مضت، مٌنعت الشركات الأمريكية من الدخول فى السوق التجارية العالمية، ولكن اليوم بفضل العمل الأساسى الذى أرساه كل من رجال وسيدات محطة ناسا، فإنهم يملكون أكثر من ثلثه (السوق). فأكثر من ألف شركة فى أنحاء 50 ولاية تقريبا يعملون حول مبادرات شخصية تتعلق بالفضاء الخارجى".
وتابع "فقد أرسينا هدف واضح حيوى بالنسبة لفصل مستقبلى لتاريخ أمريكا الفضائى وهو أننا سنرسل البشر إلى كوكب المريخ بحلول ثلاثينات القرن الحالى وعودتهم مرة أخرى إلى كوكب الأرض بآمان، ويملئتنا طموح سامى أن نبقى هناك لفترة ممتدة. ومن أجل الوصول إلى كوكب المريخ، فإنه يتطلب تعاون مستمر بين الحكومة ومبتكرى القطاع الخاص، ونحن بالفعل على طريقنا هذا. وفى خلال العامين القادمين، فإن الشركات الخاصة سترسل أولى بعثتها الفضائية لمحطة الملاحة الفضائية الدولية."
واستطرد بقوله "الخطوة القادمة هى أن نصل إلى ما بعد حدود مدار كوكب الأرض. فأنا سعيد بأن أعلن بأننا نعمل مع شركائنا التجاريين فى بناء مواطن جديدة تحافظ على استمرار ونقل علماء الفضاء فى مهمات فضائية تستغرق فترات أطول، فهذه البعثات تعملنا كيف للبشر أن يعيشوا بعيدا عن كوكب الأرض، ومن ثم فإننا نحتاج إلى رحلة طويلة إلى كوكب المريخ."
ويقول أوباما "كان قد كتب محرر صحيفة نيويورك تايمز جون نوبل ويلفورد الذى قام بتغطية عملية الهبوط على سطح القمر أن كوكب المريخ يشرد بخيالنا بقوة أكبر من قوة الجاذبية. كما إن الوصول هناك يستحق نقلة عملاقة. ولكن فى البداية، جاءت الخطوات الاولى (لتلك القفز) عندما يذهب طلابنا –جيل المريخ- إلى مدارسهم كل يوم؛ فاكتشافات العلماء لا يمكن أن تحدث من أول مرة، بل تأخذ سنوات من التجارب والصبر والالتزام بالتعهدات القومية فى ملف التعليم". ويعرف الريس ايزنهاور بهذا الأمر ففى 1958، قد كرس مصادر هائلة من أجل خدمة العلم وتعليم الرياضات فى الوقت الذى كان ينشئ فيه وكالة ناسا. لهذا الأمر فإنى فخور بأننا اجتازنا مراحل هامة مجال تعليم العلوم والتكنولوجبيا والهندسة والرياضيات (ستيم). ولأول مرة فإن أكثر من 100 الف مهندس قد تخرجوا من مدارس الامريكية كل عام ونحن على مسار فى انهاء تدريب 100 الف من المدرسين المهرة فى مجال تعليم "ستيم" على مدى عشر سنوات".
ويضيف أوباما "عندما عادت مركبة الفضاء أبوللو من رحلتها الفضائية، فإنهم أدركوا فى الوقت الذى كانت تكتشف البعثة القمر، فإنهم قد عرفوا أنهم بالفعل اكتشفوا الارض. وإذا حققنا ريادتنا بشكل أقوى فى مجال الفضاء أكثر من ذى قبل فى هذا القرن، فحن لم نستفيد فقط من التقدمات فى مجال الطاقة والطب والزراعة والذكاء الاصطناعى، بل سنستفيد أيضا بشكل أفضل فى فهم بيئتنا وأنفسنا".
واختم الرئيس الأمريكى مقالته قائلاً: "فى يوم ما، أأمل أن أرفع أحفادى فوق أكتافى، وسنظل ننظر إلى النجوم بتعجب كما كنا منذ بداية الزمان باعتبارنا بشر. ولكن بدلا من أن ننتظر بشغف عودة مكتشفينا البواسل، سنعرف أنه بسبب اختيرنا الآن إنهم لم يذهبوا إلى الفضاء من أجل زيارته فقط، ولكن لكى يبقوا هناك ونحن نفعل هذا من أجل خلق حياة أفضل على كوكب الأرض هنا".
أوباما يتجاهل اخفاقات السياسية وينشر مقال بـCNN عن حلمه الفضائى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة