صبرى الديب

العميل البجح

الأربعاء، 06 يناير 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عجبًا لأمر إسرائيل، فمازالت تلعب حتى بأتفه الأوراق لابتزاز وإزعاج الدولة المصرية، فقد نشرت الصحف الإسرائيلية منذ أيام خبرًا غريبًا، يؤكد أن الجاسوس الإسرائيلى (عودة ترابين) الذى كان مسجونا فى مصر منذ 15 عامًا بتهمة التجسس، والذى تم الإفراج عنه مؤخرًا ضمن صفقة تمت بين الجانبين المصرى والإسرائيلى، قد بدأ فى إجراءات لمقاضاة الحكومة المصرية والمطالبة بتعويضات تقدر بملايين الدولارات تعويضًا عن السنوات التى قضاها (دون سبب) فى السجون المصرية، غير مبال بما اقترفه من جرم هو ووالده فى حق وطنه الأم، بعد أن أعلن ولاءه هو وأسرته لإسرائيل وهرب إليها منذ ما قبل حرب 1967، ولا يزال والده الخائن يعيش فى إسرائيل ويحمل جنسيتها وعلى صلة قوية بساستها، نظرًا للدور المشرف الذى لعبه لصالحهم، وكثيرا ما يظهر على شاشات القنوات الإسرائيلية ليسب مصر وقادتها، غير مبال بكابوس الخيانة والعمالة الذى يطارده منذ ما يقرب من 50 عامًا.

ولعل الغريب فى أمر (عودة) الذى يستعد لمقاضاة مصر، أنه يعلم تمامًا تاريخه وتاريخ عائلته الأسود فى خيانة مصر، حيث ظل والده (سليمان ترابين) يعمل جاسوسًا خاملًا لإسرائيل خلال حرب الاستنزاف وما قبلها، ولا ينشط إلا فى أوقات محددة، مما جعل من مهمة كشفه صعبة وعندما تم رصده أمنت إسرائيل عملية هروبه وأسرته ومنحته وأسرته الجنسية الإسرائيلية، وأمنت له منزلا ضخما فى منطقة (رهط) جنوب إسرائيل على الرغم من الحكم عليه غيابيًا فى مصر بالسجن المؤبد 25 عامًا مع الأشغال الشاقة .

ولعل الغريب فى أمر (عودة) الخائن ابن خائن أيضًا، أنه يعلم تمامًا أنه شب وتربى على الخيانة منذ نعومة أظافرة، حيث هرب فى سن التاسعة مع أسرته وأعلن مع أبيه ولاءهما لإسرائيل وعمل مع الموساد، الذى دفع به عدة مرات إلى مصر متسللا عبر الحدود لجمع معلومات عن الجيش المصرى.

وفى عام 1999 دخل (عودة) إلى سيناء متسللاً عبر الحدود بحجة الاطمئنان على شقيقاته المتزوجات فى مدينة العريش، فأبلغ عنه زوج أخته وابن عمته، بعد أن حاول تجنيده وإغرائه بالأموال.. وبالفعل تم القبض عليه، وعثر معه على أموال وأجهزة اتصالات إسرائيلية، واعترف زوج شقيقته أنه كان يتسلل من وقت لآخر لجمع معلومات عن الجيش المصرى، والعودة متسللا مرة أخرى إلى إسرائيل، وأنه عرض عليه العمل مع الموساد، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين الموساد الإسرائيلى.

وبالفعل أحيل عودة إلى المحكمة، حيث ادعى حينها أنه مواطن إسرائيلى وطالب السلطات بإبلاغ السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، إلا أن السلطات لم تلتفت إلى طلبه، وفرضت عليه المستندات الرسمية التى أكدت أنه مصرى من مواليد العريش وعليه الخضوع للقوانين المصرية، وتم الحكم عليه فى نهاية 1999 بالسجن لمدة 25 عامًا بعد إدانته بتهمة نقل معلومات عسكرية حساسة للكيان الصهيونى، ومحاولته تجنيد مصريين للعمل مع المخابرات الإسرائيلية.

ونظرا لأهمية (عودة) وما قدمه من خدمات جليلة للدولة الصهيونية، ظل الإلحاح والضغط الإسرائيلى متواصلا على أعلى المستويات السياسية طوال السنوات الماضية للإفراج عنه، لدرجة أنهم عرضوا استبداله بكل المصريين فى السجون الإسرائيلية، وذلك بعد الحملة القوية التى بدأها حزب الليكود الإسرائيلى للمطالبة بالإفراج عنه، والهجوم الحاد الذى شنه (أيوب قرا) عضو الكنيست على الحكومة الإسرائيلية بسبب إهمالها لقضية (عودة)، مؤكدًا أنه عرض حياته للخطر هو وأسرته من أجل إسرائيل، وبدأ حملة لجمع توقيعات للمطالبة بالإفراج عنه من خلال الموقع الإلكترونى لحزب الليكود.

وخرجت الخارجية الإسرائيلية بتصريح أكدت فيها أن قضية ترابين على جدول أعمال الوزارة منذ فترة، ويطرحها كل مسئول إسرائيلى يزور مصر، وأن اللواء احتياط (عاموس جلعاد) منسق العمليات الأمنية والسياسية بين الحكومة الإسرائيلية والقاهرة، قد تقدم بتقرير للسلطات المصرية حول وضع (ترابين) مطالبا بالإفراج عنه فى مقابل الإفراج عن كل المصريين فى السجون الإسرائيلية.

فى الوقت الذى خرج فيه والده معلنا أنه إسرائيلى، وأن مصر تريد الانتقام من ابنه لما فعله هو فى الماضى، وطالب الحكومة الإسرائيلية بالتدخل السريع لإنقاذ ابنه من مذلة الاعتقال، والاهتمام به مثلما تهتم بباقى اليهود والإسرائيليين.

هذا هو تاريخ العميل ابن العميل الذى باع بلاده من أجل الدولارات التى مازال يبحث عنها دون حياء، لدرجة أنه مازال يستخدم كورقة تافهة تريد بها إسرائيل أن تثير إزعاجًا أيًا كان حجمه لمصر، فدفعته لرفع قضية ساخرة بحجة أن مصر سجنته ظلمًا، وغلفتها بقضية أخرى رفعها (عودة الخائن) على إسرائيل بحجة أنها أهملته عندما كان مسجونًا، ولم تُخصص لعائلته أية مخصصات مالية، فى الوقت الذى كانت تدفع فيه حوالى 10 آلاف شيكل شهريًا لعائلة الجاسوس السابق عزام عزام.
عجبا للعميل ابن العميل.. فالموت بالفعل يجب أن يكون مصير كل من اختشى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة