مأساة جديدة تواجهها المرأة فى الصعيد، رغم محاولتها تحدى الظروف الصعبة والإصرار على أن تقهر نظرة المجتمع الصعيدى لها بتحجيم دورها فى الحياة على المنزل ورعاية الأبناء، ومحاولات مستميتة تفردت بها بعض الفتيات بالصعيد، منهن من تغلبت على تلك الظروف واستطاعت بجدارة أن تتقلد مناصب رفيعة المستوى، عابرة بذلك ظروف صعبة وأفكار أصعب، ومنهن من باءت محاولاتها بالفشل، ولم تستطع التغلب على تلك الظروف واستسلمت لإرادة ذلك المجتمع.
"منى" تتحدى تقاليد الصعيد
"منى" فتاة صعيدية بلغت من العمر ٣٠ عامًا مثلها مثل أى فتاة ناجحة، حاولت بكل جهد واجتهاد الخروج من عادات المجتمع الصعيدى بوجه عام ومركز البدارى بشكل خاص، فالتحقت بكلية الحقوق وتخرجت منها عام ٢٠٠٢، لم تقف مكتوفة الأيدى بعد أن حصلت على الليسانس، ولم تخضع لقرارات وعادات مجتمعها الإجبارية بانتظار "عريس الغفلة" فى المنزل حتى يصطحبها إلى "بيت العدل"، تحدت تلك التقاليد القمعية، وأقنعت والدها الشيخ أحمد، والذى يعمل مأذونًا شرعيًا بالتقديم فى تمهيدى الماجستير، ورغم ظروف والدها الذى لديه غيرها ٧ من الأبناء؛ ٤ من الإناث و٣ من الذكور، شجعها متمنيًا أن يديم الله عليه طول العمر حتى يمتع عيناه بها وهى دكتورة بالجامعة.
"منى" مشرفة بإحدى المدن الجامعية بأسيوط
نجحت منى فى التمهيدى، وأصرت على استكمال مشوار الألف ميل، وقدمت أوراقها للماجستير، ونظرًا لضيق الحال والظروف الصعبة التى واجهتها فى استكمال الدراسة قررت أن تعمل بأى مهنة شريفة حتى تستطيع استكمال دراستها، والإنفاق على نفسها ولم تتوافر أمامها فى كل تلك الظروف المضنية إلا العمل كمشرفة بإحدى المدن الجامعية التابعة لجامعة أسيوط، ونظرًا لظروف دراستها قررت أن تقبل العمل بأى حال من الأحوال، وعملت وقتها براتب لا يتعدى الـ٢٠٠ جنيه، ولم يكن فى ذلك الوقت هناك أى خيار آخر.
ضغوط تواجهها بالابتعاد عن استكمال التعليم
بذلت قصارى جهدها للتوفيق ما بين الدراسة والعمل حتى وفقها الله للانتهاء من الماجستير، واجهت وقتها بعد ذلك ضغوطًا كثيرة لإقناعها بالعدول عن ذلك القرار، مبررين بأن قطار الزواج بدأ يفوتها، وأنها مهما وصلت إلى أعلى درجات التعليم فى النهاية سينتهى بها الأمر فى بيت العدل أو ستكون تلك الشهادة من نصيب جدران المنزل.
منى فى الطريق إلى النجاح
ثابرت "منى" بجد واجتهاد وعزمت النية على استكمال ذلك المشوار الذى أصبحت تقف فيه على مشارف النجاح، فتسهر طوال الليل فى المدينة الجامعية نظرًا لظروف الإشراف على الطالبات المقيمات وتقضى نهارها بين الكتب والمراجع والمكتبة، كانت تواصل الليل بالنهار فى انتظار الوصول إلى ذلك الحلم الذى روادها منذ الصغر، ومنت نفسها بأن الوقت الذى تقضيه بين الطالبات فى المدينة كمشرفة جامعية قد أوشك على الانتهاء، وأن ذلك التعب سيكلله نجاح باهر تثبت به للجميع أنها تحدت الظروف وانتصرت، وحتى تدخل البهجة على قلب أبويها اللذين تحملا معها الأمرين فى سبيل تحقيق ذلك الحلم.
"منى" أول دكتورة فى الحقوق بقريتها
وجاءت اللحظة الحاسمة بحصول "منى" على شهادة الدكتوراه فى القانون الإدارى من كلية الحقوق جامعة أسيوط بتقدير جيد جدًا، لتصبح أول دكتورة فى الحقوق بقريتها، وتكون أول فتاة تحصل على هذه الشهادة من مركز البدارى، بعد صراع مع التقاليد والظروف والمجتمع.
المفاجأة والصدمة التى واجهت "منى"
هرعت منى إلى كلية الحقوق لتحقيق الحلم الذى طال انتظاره، وهنا كانت المفاجأة برد إدارة الكلية "إحنا مش محتاجين التخصص بتاعك، ورغم وجود عجز فى أساتذة الكلية إلا أن ردهم جاء إليها بأنهم لا يقبلون تعيين أساتذة إلا أعضاء هيئة تدريس".
أى كان لابد لها قبل إن تصل إلى درجة الدكتوراه التى منحتها لها الجامعة، أن تراجع نفسها إذا كان تم تعيينها من المعيدين أم لا، وفى حالة الإجابة بلا فهنا ليس لها الحق فى الحصول على درجة الدكتوراه، لأن مصير شهادتها فى النهاية أحد جدران المنزل.
مكتب رئيس جامعة أسيوط لــ"منى": الرئيس مش فاضى يقابل حد
دارت الدنيا بأكملها تحت قدم "منى"، أين ذهب ذلك الحلم؟ أين ذهبت نصائح والدها من جد وجد؟ كيف انتهى الحلم بهذه الطريقة المؤلمة؟!.. حملت أوراقها بين يديها كطفل صغير رزقها الله بها بعد طول انتظار حامية إياه بين يديها خائفة عليه من كل النظرات المصوبة نحوها، استجمعت قواها، وقررت أن تحاول ثانية، ذهبت إلى مكتب رئيس الجامعة محاولة مقابلته وعرض الأمر عليه، ولكن حوائط المكتب حالت بينها وبين الدخول إليه، ورد عليها مدير مكتبه "رئيس الجامعة مش فاضى يقابل حد".
طالبت منى أن تعطى سكاشن بدون أجر والجامعة ترفض
لملمت "منى" خيبة أمالها وتوجهت لإدارة الكلية مرة أخرى محاولة إلى آخر نفس، وطلبت منهم أن يمنحوها فرصة أن تعطى "سكاشن" للطلبة بدون مقابل ولا أجر مادى، وكانت المفاجأة أيضًا برفض طلبها.
انتهت بذلك أحلام "منى" فلم يكن منها إلا أن اخذت شهادتها وذهبت بها لإدارة الشئون المالية بالجامعة للتسوية ومنحها درجة مالية، فما كان من إدارة الماليات بالجامعة، إلا ان رفعت الراتب الشهرى الخاص بها من ٦٠٠ إلى ٨٠٠ جنيه وصل بعد استقطاعات متعددة إلى ٧٥٠ جنيهًا.
دموع "منى" على شهادة الدكتوراه
قالت "منى" وهى تبكى: "راتبى بعد الدكتوراه زاد ١٥٠ جنيهًا وانتهى بى الأمر إلى الخضوع للأمر الواقع، أعمل مشرفة بالمدينة الجامعية، وأتقاضى راتبًا ٧٥٠ جنيهًا ولدى شهادة دكتوراه انتهى بها الأمر بين ملابسى فى الدولاب".
"منى" تحملت الأمرين وتحددت ظروفًا وتقاليد من أجل تحقيق حلمها، بالرغم من أنها فتاة فى مركز البدارى أحد مراكز الصعيد، الذى قلما تجد رجلاً يتحدى فيه الظروف، استكملت دراستها ولم يتم تعيينها بالجامعة ضحت بحلم الأمومة والزواج مقابل نجاحها العلمى فخسرت كل شىء.
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف عطية
كلنا معك
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي خليفة
ايه الأفوره دي
عدد الردود 0
بواسطة:
بسيوني شلش
العظيمة / مني
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن حامد
مفيش أمل
طول ما البلد فيها كوسه يبقى مفيش أمل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد النجعاوي
حسبنا الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
دولة المحسوبيه لازم تكون بنت دكتور عشان تتعين
عدد الردود 0
بواسطة:
عروس محمد طه
هي دي مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
د.منال
منى مش لوحده
عدد الردود 0
بواسطة:
Noha
!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مغترب
و ان فاتك الميري