ناصر عراق

التحرير.. مخزن الغضب الشعبى!

الخميس، 26 فبراير 2015 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا تأملت المشهد المصرى فى الأيام القليلة الفائتة سيعترك العجب، فالعادلى ونظيف وقبلهما سامح فهمى ذاقوا لذة البراءة، وعلاء عبدالفتاح ومن قبله أحمد دومة وأقرانهما يتجرعون لعنة السجن ومازالوا، وقناة التحرير حولوا اسمها إلى قناة (عشرة)، ليمحوا أى أثر إيجابى لفكرة (التحرير) فى نفوس المصريين، حتى أنهم لم يكتبوا الاسم الجديد باللغة العربية، بل Ten.

قبل أن أواصل علينا التأكيد على أننا نحترم قضاءنا الجليل والأحكام التى تصدر عنه، فلا أريد لى ولك أن نقع فى المحظور، كما أن القاضى يحكم من خلال الأوراق المطروحة أمامه فقط، والأوراق تقدمها أجهزة الحكومة، وأنت تعرف الباقى!

بإطلالة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعى عقب هذه الوقائع تكتشف حجم السخط الذى تفوح رائحته من قبل ملايين الشباب الذى ثار فى 25 يناير 2011 بحثا عن العدل والحرية والكرامة، وتمكن بالفعل بالضغط على المجلس العسكرى ليودع مبارك وزبانيته فى السجون، لكن الصورة تغيرت الآن، فالجميع تنعم بالبراءة، وألقى ببعض رموز الثورة من الشباب فى غياهب السجون!

أين الخطأ إذن؟ وكيف حدث هذا التحول الغريب الذى لم يخطر على بال الإنس والجن؟ ومن كان يصدق أن تدور الأيام دورة معاكسة فى ظرف أربع سنوات فقط؟

للأسف.. الخطأ يكمن فى أننا لم نكن نعرف أى شىء عن علم الثورات وقوانينها الداخلية، ولم نكن نعلم طبيعة الأنظمة الحاكمة ومهاراتها فى التلوّن وتغيير جلدها إذا اضطرت لذلك؟ ولم ندرس تجارب الثورات–الفاشلة والناجحة–فى بلدان أخرى لنستفيد ونتعلم.

هكذا إذن.. لم يكن ميدان التحرير سوى مجرد مخزن كبير للغضب الشعبى، يحج إليه الساخطون والحالمون لينددوا ويهتفوا ويتمنوا، ثم يعودوا إلى بيوتهم، معتقدين أن الهتافات والأمنيات ستحقق الأحلام المؤجلة!

لن نبكى على اللبن المسكوب، ولكن علينا التعلم من أخطائنا الكثيرة التى ارتكبناها فى هذه السنوات، ولنتذكر جيدًا.. ما من ثورة ناجحة بدون حزب سياسى يمتلك رؤية مستقبلية واضحة ويحظى بقيادات شريفة ومؤثرة فى الشارع، حتى لا تصفعنا أحكام البراءة مرة أخرى!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة