يرتكب تنظيم داعش الكثير من الجرائم التى ينسبها لعلماء السلف، ولعدد من شيوخ المسلمين ويستعين بفتواهم الدينية كما حدث مؤخرا فى جرائم التنظيم المتعلقة بحرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة وقتل الـ21 مصريا فى ليبيا، عندما استعانوا بأقوال "ابن تيمية"، وهو الشخصية التى حولها الكثير من الاتفاق والاختلاف، لكن الدكتور عويس محمد محمد عويس، مبعوث الأزهر إلى الجمهورية الليبية الأسبق، فى كتابه "ابن تيمية ليس سلفيًا"، الصادر 1970، عن دار النهضة العربية، يكشف الأساس الفكرى لـ"ابن تيمية"، ويؤكد أن السلفيين لا علاقة لهم بكثير من أفكاره، خاصة فيما يتعلق بالعقيدة وخصوصًا آيات الصفات الإلهية وأحاديثها، وهو الجانب الذى يمكن أن نبين فيه بوضوح أن رأى ابن تيمية لا يمثل مذهب السلف.
ويوضح الكتاب أن الحكم فى ذلك على ابن تيمية يأتى من واقع التطبيق الفعلى لكلام ابن تيمية نفسه، حيث يختلف تصوير مذهب السلف عن مذهب ابن تيمية فى الآيات المتعلقة بصفات الله، مثل "الرحمن على العرش استوى" فيقول مذهب السلف، ويسمى مذهب "المفوِضة" "بتفويض معانى هذه المتشابهات إلى الله وحده، بعد تنزيهه تعالى عن ظواهرها المستحيلة"، ويقول الفخر الرازى فى كتابه "أساس التقديس" أن "حاصل هذا المذهب أن هذه المتشابهات يجب القطع فيها، بأن مراد الله تعالى منها شىء غير ظواهرها، ثم يجب تفويض معناها إلى الله، ولا يجوز الخوض فى تفسيرها".
أما ابن تيمية فله رأى آخر فى الآيات المتعلقة بصفات الله، "فالذى اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل".
إذاً فرأى السلفيين، أن يفوضوا تعيين معنى الاستواء إلى الله، أما رأى ابن تيمية فنجده كما قال "أن يوصف الله بما وصف به نفسه"، أى أن الله يجلس على عرشه كمثل أن يجلس الإنسان على كرسيه".
وهنا وبعد أن رأينا كيف صور ابن تميمة مذهب السلف، وكيف اختلف عنهم، يمكننا القول بأنه غير سلفى، أما كيف انتسب للسلفية فهو أمر آخر، يعود إلى أنه بعد وفاة الإمام أحمد ابن حنبل بمائة وخمسين عامًا ظهرت فرقة أو مدرسة أخرى نسبت نفسها إلى أحمد بن حنبل، وسُميت بعد ذلك باسم "الحنابلة المجسمين" وقالوا أن الله يجسم، وحتى يصبغوا أفكارهم بطابع الإيمان نسبوه إلى الإمام أحمد ابن حنبل وهو برىء منهم، حتى قال لهم ابن الجوزى أنهم لوثوا الإمام ابن حنبل"، ثم جاء بعد ذلك الإمام بن تيمية، وسار على نهج هؤلاء الحنابلة المجسمين.
موضوعات متعلقة..
المجلات الإباحية وعذاب القبر أشهر الكتب الممنوعة من بيوت المثقفين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة