هل تذكرون "نبتت عصر السداح مداح" هل تذكرون "رشاد عثمان" الذى وصفه هيكل فى كتاب خريف الغضب أنه أبرز علامة لفساد عصر السادات.. عثمان الذى جاء للإسكندرية لا يملك من حطام الدنيا أى شىء حتى القراءة والكتابة لا يعرفهما.. وفجأة أصبح مليونيراً ومن كبار السياسيين والقريب إلى أسرة الرئيس السادات وعين أمينا عاما للحزب الوطنى لمحافظة الإسكندرية وعضوا بالبرلمان فى وقت كان منصب واحد من الاثنين يعادل سلطة رئيس وزراء الآن.. لدرجة أن السادات فى زيارته للإسكندرية فى إحدى المرات وبالطبع كان رشاد عثمان فى مقدمة المستقبلين، وقال له السادات جملة أنهى بها جولته "إسكندرية أمانة بين أيديك يا رشاد".
التطور السريع لرشاد عثمان فى النظام الحاكم متشابه وقد تقول متطابق لتجربة أحمد عز مع عصر مبارك كلاهما لم يكن يمتلك سوى المال وهما الأدرى بمصادر جمعه وبالرغم من أن قصة رشاد عثمان بالطبع محفورة فى سجلات الحزب الوطنى المنحل الذى تعاقبت فيه الأجيال حتى تولى رايته عز.
مصير عز وعثمان كان واحدا فكلامها بنهاية نظامه دخل السجن عثمان فقد حصانته البرلمانية ومنصبه بالحزب، وكذلك أحمد عز إلا أن رشاد عثمان كان أكثر حرصا من عز على البقاء، فعقب خروجه من السجن فى نهاية الثمانينات اعتزل السياسة بالكامل وبدأت الصحف الذى كان بالنسبة لها مادة دسمة تنساه شيئا فشيئا، وقرر أن يهتم فقط بنشاطه التجارى الظاهر فى تجارة الأخشاب واستيرادها ذلك، لأنه بكل بساطه تعلم الدرس وأيقن أنه غير مرغوب فيه سواء من الدولة أو الرأى العام.
إلا أن أحمد عز أو عز أفندى، كما لقبه الحرس القديم فى عصر مبارك لم يتعلم الدرس أو يذاكر التاريخ جيداً أو يعى طبيعة المصريين لأنه لو كان يمتلك تلك الأدوات لما كان أحد أسباب اندلاع ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك أو استطاع أن ينجو بنفسه ويكتفى بلقب رجل أعمال.. وان كانت تجربته فى زواج المال بالسلطة وصمة مجتمع رجال الأعمال ومنعت السواد الأعظم منهم لخوض مجال السياسة حتى فوجئوا بعز نفسه هو الذى يتقدم للترشح.. هناك عبر ودروس كثيرة لعز فى قصة رشاد عثمان لابد أن يستوعبها.. لا بد أن يعى جيداً أن ظهوره فى السياسة بسلاح المال السياسى لا يعنى للمصريين سوى شىء واحد العودة بالثورة لنقطة الصفر مرة أخرى وبدء العمل لها من جديد، فما الذى يريد أن يثبته أحمد عز للمصريين بهذا التحدى؟
ـ أن ثورة يناير التى قامت على فساده ليست على حق.
ـ أن نظام مبارك الذى كان هو الأساس والمعجل لسقوطه لم يكن ظالماً.
ـ أن المال السياسى الذى لا يمتلك عز غيره فوق إرادة المصريين.
قطعاً كل هذا أضغاث أحلام فالشعب المصرى سحق نظام مبارك ومن بعده نظام الإخوان تحت أقدامه .. رفعت الاقلام وجفت الصحف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة