المؤكد أن الإرهابى المنتحر وصل إلى درجة من الاقناع، بأنه فى اللحظة التى يترك فيها الدنيا، سيجد فى الآخرة كنوزا وخيرات، تجعله لا يعبأ بحزام الديناميت الذى يلتف حول خصره، ويحوله فى لحظات إلى اشلاء، ويأخذ معه أبرياء هم من وجهه نظره يستحقون القتل، والسؤال الذى يشغلنى هو: كيف تتم السيطرة على عقولهم وغسلها ومسحها، ثم إعادة حشوها بمعتقدات تجعل الحياة رخيصة إلى درجة التخلص منها بهذه السهولة
المنتحر العادى فى تفسير علم النفس هو من يقع فريسة للإحباط، وينتصر اليأس على الأمل، وتسود الدنيا فى عيونه، ولا يجد طريقا للانتصار على مشاكل الحياة، إلا بالتخلص من الحياة، وفى الشريعة الإسلامية " يعاقب المنتحر فى الآخرة بما عاقب به نفسه، "فمن تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بىء فى الدنيا عذب به يوم القيامة" حديث شريف .
الإرهابى الانتحارى عكس ذلك، لا يقتل نفسه يأسا وإحباطا وهروبا من مشاكل الحياة، وإنما طمعا فى كنوز الآخرة، بعد أن سطا زعماء الإرهاب على عقله، وزينوا له حزام الديناميت فيتصور أنه جلباب الفرح، على طريقة "البس القميص يا قناوى دا فرحك على هنومة" فى فيلم باب الحديد، وحناؤه دماء الكفار وأعداء الاسلام، ومكافأته "حور العين"، فيتحول إلى شهيد ويدخل الجنة لمضاجعة حور العين اللواتى ينتظرنه بحرارة ولهفة وشغف.
تتداول منتديات إسلامية محسوبة على السلفيين المتشددين، محاضرة لرجل دين - لا أريد ذكر اسمه - يصف فيها "الحور العين" وصفا جنسيا فاضحا، حيث يستفيض الشيخ فى الحديث عن النعيم فى الجنة، والحوريات السبعين اللائى يتهافتن عليه، ويسترسل فى وصف جمال حور العين وحرارتهم الجنسية، وقال بالنص: "حيث تضع واحدة فمها على فمه، والثانية خذها على خده والثالثة ثدييها على صدره"، واستمر هذا الشيخ المأفون فى تكريس ديكور الجنة فى إطار جنسى فقط، يتناقض تناقضا مفضوحا مع المنطق، باعتبار أنهم يرفضون جنس الأرض ويعتبرونه زنى، فكيف يمكن أن يسوقوا لجنس سيحدث فى الجنة، بين رجل واحد وسبعين امرأة من حور العين، كل واحدة تنتظر دورها فى طابور، مستخدما تشبيهات بذيئة، بصورة كارثية تسببت فى خلخلة جيل من الشباب الذى انغلق على نفسه رافضا الآخرين، وكارها الحياة التى ينبذها بسهولة، عند أول أمر يعطى له ليتحول إلى إرهابى جاهز للقتل، وجاهز أيضا لتفجير نفسه ببساطة واستسهال لأن مصيره سيكون بين أحضان سبعين من حور العين .
أما الشىء الأكثر خطورة فهو حبوب "كبتاجون" التى يتناولها الانتحاريون، ويطلقون عليها الحبة السحرية، وكشف عنها مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة فى تقرير يؤكد أنها حبوب تزيل مشاعر الخوف والتعب وتجعل متناولها يشعر شعورا زائفا بالقوة والشجاعة كما أنها تخفف التوتر، وتخلق لدى متعاطيها هلاوس جنونية، وتم مؤخرا ضبط قرابة 11 مليون حبة جنوب تركيا وعلى الحدود مع سوريا مخبئة فى شاحنات كانت تنقل صناديق زيوت المحركات أن هذه الكميات كانت متجهة لدول الجوار، ويقوم تنظيم داعش بتصنيعها وتوزيعها على مقاتليه مع وجبات الطعام !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عمر
مقال رائع
حياك الل .
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن عبدالله
المخدرات هي السبب
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن
لا حول ولا قوة الا بالله