"حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة.. هنيالك يا فاعل الخير.. حاجة قليلة تمنع بلاوى كتيرة.. لله يا محسنين".. كلمات يتفوه بها بعض المتسولين لاستجداء عطف وكرم الآخرين، على جنبات الطرق وفى إشارات المرور، كل ذلك أصبح دربًا من الماضى، حيث تطورت وسائل التسول هى الأخرى، لتحاكى التطورات التى نشهدها فى جميع المجالات، وسائل التسول القديمة لم تعد تجدى نفعًا لأصحابها، فلجأ المتسولون إلى طرق وحيل شيطانية لضمان دخل يومى دون عناء.
أحد بائعى "القلل"، لفت انتباهى مثلما لفت انتباه جميع المارة، المشهد من أول وهلة كان مؤثرًا للغاية، مجموعة من "القلل المكسورة" على الأرض بجوار عربة "كارو" يجرها حمار هزيل، تظنها من أول لحظة أنها وقعت نتيجة تعرض العربة لأحد المطبات الصناعية التى تملأ شوارع المحروسة، الرجل يضع يده على "خده" لسان حاله "مالى كله ضااااااع".
المشهد جعل المارة يتعاطفون مع الرجل بشكل كبير خاصة أنه لم يطلب أى مساعدة أو مال من أحد، ولكنه و"بصنعة لطافة" استعطف كل المارة من حوله بسلوكه الذى كان عن قصد، للحصول على المال عوضًا عن بضاعته التى أتلفها "الهوا".
الرجل نجح ببراعة شديدة فى تصدير مشهد "الغلبان" الذى ضاع رأس ماله بعدما كسرت بضاعته وتحطمت على الرصيف، لم أشك أن هذا المشهد هو مشهد درامى يمثل شكلاً جديدًا من أشكال التسول قام بإخراجه "بائع القلل".
نفس المشهد تكرر، ولكن بعد شهر، بنفس "القلل" المكسورة، هنا انتابنى الفضول لمراقبة هذا البائع، وخلال مشاهدتى للموقف أدركت لماذا أصبح التسول مهنة تدر على صاحبها دخلاً كبيرًا يغنيه عن العمل لساعات طويلة لن يتحصل فيها على 5 بالمائة من متحصلات التسول فى يوم واحد دون عناء، الرجل جمع مالًا كثيرًا من المارة خلال فترة وجيزة.
بعد مرور 3 ساعات تقريبًا، إذا بـ"بائع القلل"، يقوم بجمع "لزوم الشُغل" "القلل" المكسورة ويضعها على عربته الكارو، حتى يعيد الكرة مرة أخرى فى مكان مختلف.
"التسول" تحول من ظاهرة إلى مرض عضال يضرب المجتمع، ويهدد أركانه، ويجب على منظمات المجتمع المدنى "اللى مصدعانا بالديمقراطية"، ليل نهار، بوضع تصور بالاشتراك مع الجهات المعنية بالدولة، من أجل القضاء على الظاهرة التى تسىء كثيرًا للمجتمع المصرى فهل من مجيب؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود رضا
تسلم أيدك يا سمير
شوفته فعلا اسفل كوبرى أكتوبر ..