وكان آخر استغلال المرشحين للأطفال فى الدعاية الانتخابية ما فعله مرشحو حزب النور، فى أول مؤتمر جماهيرى لقائمة الحزب، حيث ظهر فى المؤتمر عدد من الأطفال لم يتعد عمر بعضهم ثلاث سنوات يحملون لافتات دعائية للمرشحين ويهتفون مع أنصارهم بهتافات دعائية لهم.
كما ظهر عدد من الأطفال يحملون لافتات دعائية وآخرون يعلقون لافتات دعائية، للمرشح سمير النيلى مدير الإدارة التعليمية غرب الإسكندرية، والمرشح عن دائرة كرموز، فيما جاء مرشح دائرة المنشية والجمرك أحمد عبد القادر متولى واستغل الأطفال فى أعمال الدعاية ونشر لوحاته، حيث ظهر أحد الأطفال حاملاً "سلم خشبى".
محام: "ما فعلوه مخالف للقانون وسأتقدم ببلاغ إلى النائب العام للمطالبة باستبعادهم
من جانبه قال المحامى طارق محمود أمين عام ائتلاف تحيا مصر: "إن ما يفعله حزب النور والمرشحون من استغلال للأطفال فى الدعاية الانتخابية هو أمر مخالف للقانون، ولحقوق الطفل والإنسان.
وأعلن طارق محمود عن قيامه بتقديم بلاغ للنائب العام ضد المرشحين الثابت تورطهم فى استغلال الأطفال للدعاية الانتخابية للمطالبة بالتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم واستبعادهم من الترشح للانتخابات البرلمانية .
وأضاف محمود، أن ما يفعله المرشحون المستغلون للأطفال فى دعايتهم الانتخابية هو نموذج مصغر لما قد يفعلونه بعد فوزهم فى الانتخابات من عدم رعاية لحقوق الطفل ومخالفة القانون حسب المصلحة الخاصة به.
وقالت آمال المهدى رئيس مجلس إدارة جمعية نسمات لرعاية حقوق الطفل، إن العديد من المرشحين أو القائمين على الحملات الانتخابية للمرشح نتيجة للفقر الشديد الذى تعانى منه معظم المناطق الفقيرة والمهمشة يستغلون أطفال هذه المناطق لعلمهم بحاجتهم إلى النقود فيقوم الأطفال بتوزيع الأوراق الدعائية الخاصة بالمرشح أو لصقها على الجدران أو السير وراء عربة يستأجرها المرشح للإعلان عن نفسه وهم وراء هذه العربة يهتفون له وهذه الأمور كلها تنتهك بشكل صريح حقوق الطفل المصرى الذى كفلها له القانون وهو منع استغلال الأطفال فى أى نشاط سياسى .
تضيف آمال المهدى، أنه أحيانًا لا تعلم الأسرة الدور الذى يؤديه أطفالهم فى هذا الأمر إذ أنهم معتادون على تغيبهم عن المنزل لساعات طويلة دون السؤال عنهم لانشغالهم بأمور أخرى ولعمل الأب والأم لتوفير سبل العيش لهم وتضيف آمال أحيانًا ما يستغل هؤلاء الأطفال الأموال التى يتلقونها من الحملات والدعاية فى شراء السجائر أو المخدرات أو إنفاقها على مقاهى الإنترنت وبذلك يكون القائم على الحملة متسببًا أساسيًا ورئيسيًا فى قتل هؤلاء الأطفال وتدمير عقولهم.
وأوضحت آمال المهدى أنه على كل من تسول له نفسه استغلال أى طفل فى أى عمل سياسى أن يبتعد تمامًا عن هذا الموضوع وإلا فالقانون هو الحد الفاصل بينه وبين ارتكابه تلك الجريمة اللإنسانية، لافتة إلى أن رقم نجدة الطفل 16000 المجانى للإبلاغ عن مثل هذه الانتهاكات.
صعوبة التعامل مع الطفل المستغل فى الدعاية الانتخابية
من جانبه قال ياسر البدرى أخصائى بمشروع خط النجدة بالمجلس القومى للطفولة والأمومة، إن الطفل الذى يتم استخدامه فى الدعاية الانتخابية غير مدرك الفرق بين مرشح وغيره وأنما يتم التأثير عليه سواء كان ذلك من خلال التربح المادى أو إذا كان أحد أبناء أنصار المرشح للانتخابات .
وقال البدرى، إنه فى هذه الحالة يصعب معاقبة الطفل ومنعه من أداء دوره فى الانتخابات لأنه قد يكون يحصل على مبالغ مالية يحتاج اليها هو وأسرته، وإنما يحتاج الأمر هنا إلى وقفة من الناخب الذى لابد وأن يراعى ما حدث من المرشح، ويرفض انتخابه والتصويت له .
واختتم الأخصائى بمشروع خط النجدة، حتى الآن لم تأت استغاثة خاصة باستغلال الأطفال وفى هذه الحالة يتم التوجه إلى المرشح لمطالبته بعدم تكرار الأمر مرة أخرى وإصدار توجيهاته لحملته الانتخابية لمنع استغلال الأطفال واستخدامهم فى ذلك، ومنعهم من أى أعمال تؤثر على طفولتهم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة