أكرم القصاص

الحرب الطائفية الأولى من اليمن

الخميس، 22 يناير 2015 07:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشهد السياسى والصراع فى اليمن، يؤثر على كل المنطقة مباشرة. ويبدو فى بعض السيناريوهات المتشائمة مقدمة لحرب إقليمية ربما تكون لها امتدادات عالمية. وحتى هذه الأطراف الطائفية التى يظن كل منها أنه فاعل ولديه فرصة انتصار، إنما أطراف مفعول بها، تعجز عن قراءة سيناريوهات متشابهة بدأت بتفتيت طائفى وعرقى ولم ينتصر أى منها. حتى لو كان يرى بعض المكاسب المرحلية التافهة. ولا يمكن تبرئة الأطراف السياسية من المسؤولية عن سيناريو التقسيم والحرب الطائفية.

الصراع الطائفى والعرقى فى اليمن بين الحوثيين وهم من الشيعة الزيدية، وباقى الفصائل السنية، فضلا عن جماعات وقبائل مختلفة هو انعكاس بدرجة ما لصراع إقليمى، له تأثيرات دولية مختلفة، الكل حاضر فى معادلة الصراع باليمن، إلا الشعب اليمنى، الذى كان الفاعل الأول فى التغيير ومواجهة السلطة المستبدة. وتم تهميشه لصالح معادلات المطامع المحلية والعرقية والمذهبية.

قد يتصور كل طرف مسلح فى اليمن أنه يستطيع حسم الصراع لصالحه، بينما التاريخ وقواعد السياسة تؤكد أن أحدا من الأطراف لا يمكنه الفوز فى معركة، والخسارة واضحة للجميع.

اليمن على حدود المملكة العربية السعودية، وما يجرى فيه يؤثر عن المملكة، التى لم تكن بعيدة عما يجرى من عقود ومنذ الثورة على الإمام البدر فى بداية الستينيات من القرن العشرين. المملكة السعودية بها شيعة بالمنطقة الشرقية. إيران طرف ظاهر فى المعادلة، تدعم الحوثيين بوصفهم شيعة، مع ملاحظة أن هناك خلافا مذهبيا بين إيران والحوثيين، إيران ينتمون للشيعة الإمامية، والحوثيون زيديون، وهو خلاف ربما تعتبره إيران ثانويا فى معادلة النفوذ بالمنطقة.

كانت هذه الخلافات المذهبية نائمة، لكنها صحت بشكل يبدو متعمدا، مثلما اشتعلت بالعراق وسوريا، وتطل بالبحرين، كرات لهب تكبر وتتصاعد وتهدد بحرب إقليمية. أو حرب عالمية كان هناك من يتوقعها من محللين بأوروبا والعالم، حرب تختلف فى قوانينها عن حروب سابقة. لكونها تحمل خيوطا طائفية وعرقية، جرى تصنيعها على مهل، لتصبح صراعا.

فى اليمن هناك شيعة وسنة، وتنظيم القاعدة، وأمريكا، وإيران والسعودية، ومصر حاضرة وباب المندب يؤثر فى حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر. هناك خطر التقسيم، وصراع يمتد ليلتحق بمثيله فى ليبيا، والعراق وسوريا.

كرة لهب طائفية تكاد تنفجر فى المنطقة، وتأخذ معها سنوات من الاستقرار الكاذب، تحت انظمة متسلطة، تركت نار الكراهية والطائفية تنمو. ولا يمكن استبعاد التأثيرات الخارجية على إشعال الطائفية والعرقية. لكن الحريق يتم بأياد داخلية، بدأت فى العراق بعد الغزو الأمريكى، وتستمر فى التدحرج إلى سوريا وليبيا لتفتح الباب لحرب طائفية قد تجر العالم معها بما فيها من صنعوها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة