أطلقت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، حملة دولية للحيلولة دون تسجيل أسقفية قرطبة لجامع قرطبة لإفادتها بشكل نهائى، فى إطار القانون الصادر فى إسبانيا القاضى بتسجيل ملكية المعابد الدينية بأسعار رمزية.
ووجـه الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "يسيسكو"، فى بيان صحفى، رسائل حول هذا الموضوع، إلى كل من رئيسة الحكومة الإقليمية بالأندلس، والمديرة العامة لليونسكو، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، والأمين العام لجامعة الدول العربية، دعاهم فيها إلى التحرك كل فى نطاق صلاحياته واختصاصاته، فى اتجاه منع تملك الكنيسة لمسجد قرطبة، والإبقاء عليه معلمة تراثية إنسانية مفتوحة للعالم أجمع.
وقال المدير العام للإيسيسكو فى رسائله إلى هؤلاء المسئولين، إن أسقفية قرطبة قامت بتغيير اسم جامع قرطبة إلى "كاتدرائية قرطبة"، وإن المصالح التابعة لها تتولى الترويج لإرشادات سياحية مغلوطة، وتوزيع منشورات مزورة للحقيقة الإنسانية، فى مخالفة صريحة لكل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية التراث الثقافى المادى، وخاصة المتعلقة منها بتسجيل وسط قرطبة ومسجدها على لائحة التراث الثقافى العالمى برعاية اليونسكو.
وأعلن المدير العام للإيسيسكو فى الرسائل التى وجهها إلى المسئولة الإسبانية، وإلى المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة –يونسكو-، وإلى الأمينين العامين لمنظمة التعاون الإسلامى وجامعة الدول العربية، أن الإجراء المجحف فى حق التاريخ الدينى والثقافى الإنسانى الذى اتخذته أسقفية قرطبة، من شأنه أن يغير من طبيعة هذا التراث الإنسانى إلى الأبـد على غـرار ما فعلته فى الماضى ببناء كنيسة وسط الجامع.
وأكدت الإيسيسكو فى حملتها أن الإبقاء على جامع قرطبة خارج ملكية الكنيسة باعتباره معلمة تراثية إسلامية ذات إشعاع ثقافى إنسانى، من شأنه أن يجسد قيم التسامح والوئام والحوار من جهة، ويعزز جهود المواطنين الإسبان من المسلمين فى سعيهم لاستعادة حقوقهم الثقافية والحضارية، ومنها حق المشاركة فى الإشراف على رعاية التراث الثقافى الإسلامى فى الأندلس، تعزيزا ً للتعايش السلمى بين الشعوب وترسيخـًا لقيم الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات.
ويذكر أن المجلس الأعلى للتربية والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامى الذى يعمل فى إطار الإيسيسكو ويضم فى عضويته رؤساء المراكز الثقافية الإسلامية فى دول العالم ومنها إسبانيا، قد تدارس تداعيات هذا الإجراء غير القانونى والمخالف لحقائق التاريخ، وذلك خلال اجتماعه الرابع عشر المنعقد فى روما خلال يومى 15 و16 سبتمبر الجارى برئاسة المدير العام للإيسيسكو، وأوصى الإيسيسكو بالقيام بحملة لحث الحكومة الإقليمية فى الأندلس ولجنة التراث العالمى التابعة لليونسكو ولجنة التراث فى العالم الإسلامى التابعة للإيسيسكو، على العمل لمنع تفويت ملكية جامع قرطبة المسجل على لائحة التراث الثقافى العالمى إلى أسقفية قرطبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة