ناصر عراق

جابر عصفور والمعركة ضد الإرهاب

الجمعة، 20 يونيو 2014 06:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنًا قال وزير الثقافة الجديد، الدكتور جابر عصفور، إن معركتنا الآن مع الإرهاب «الشروق أمس 19 يونيو»، إذ إن كل ميراثنا المؤسف يتبدى فى شيوع الأفكار الفاسدة التى أوصلت بعض الشباب إلى رفع السلاح ضد المجتمع، مؤسساته وأفراده، ظنًا منهم أن هذه هى الطريقة المثلى لتحقيق أهدافهم، وهم لا يدرون أنهم بذلك يخسرون أنفسهم من أجل إنجاز المآرب المشبوهة لقاداتهم!

لا أعرف الخطط التى سيضعها الدكتور جابر لخوض هذه المعركة العنيفة/ الطويلة، لكنى واثق بأن الرجل يملك الرؤية الصائبة لمواجهة الأفكار الفاسدة، ويعى أكثر من غيره - لأنه مفكر كبير - أن الإرهاب بذرة معطوبة زرعت فى أرض جدباء روتها أنظمة استبدادية فأثمرت عقولًا خربة!

يدرك الدكتور جابر أيضًا أنه لا نجاح فى مواجهة الإرهاب إلا بالتنسيق بين أجهزة الدولة المختلفة ووزارتها، إذ يقول: «لا بد أن نشيع عبر التفاعل المتبادل بين وزارات التربية والتعليم والشباب والإعلام ثقافة الاستنارة، وقيم وأفكار المدنية الحديثة، مع التأكيد على حرية الفكر والإبداع»/ جريدة الشروق.

أجل.. المعركة تبدأ من إحداث ثورة فى التعليم منذ الصغر وحتى آخر مراحل الدراسة، ولنا فى ماليزيا أيام مهاتير محمد أسوة حسنة، فالرجل خصص ربع ميزانية الدولة لتطوير التعليم من جميع جوانبه تطويرًا جذريًا، وقد رأينا كيف صارت ماليزيا ضمن النمور الآسيوية، أما نحن فقد أهملت أنظمتنا السابقة مسألة التعليم إهمالًا شديدًا، حتى رأينا ملايين الشباب يتخرجون فى الجامعات وهم لا يتقنون حتى القراءة والكتابة دون أدنى مبالغة، الأمر الذى وفر لجماعات المتاجرة بالدين السبيل السهل لخداعهم وزرع الأفكار الكارهة للناس والحياة فى عقولهم.

ليس عندى شك أيضًا فى أن المفكر الكبير جابر عصفور يعلم تمامًا أن غياب العدل الاجتماعى يغذى الفكر المتخلف والعنيف، وأنه لا أمل فى القضاء على الإرهاب إلا بالعمل سريعًا على تحقيق قدر محسوس من العدل الاجتماعى، حتى نتيح للأفكار المدنية الحديثة أن تؤتى أكلها.

إن وزارة الثقافة تضج بمشكلات لا حصر لها، تتراكم بانتظام منذ عقود، ويبدو أن القائمين عليها لم يقدروا الأهمية القصوى للثقافة فى النهوض بالمجتمع، فلم يحاولوا أن يضعوا الخطط الشاملة، ولم ينجحوا فى توفير الأموال اللازمة لبناء عقل مصرى جديد.. عقل منفتح على كل الآراء.. عقل يحلم ويعمل لتشييد نهضة حديثة.. عقل يرفض الانصياع للأفكار التى تخاصم العصر.. عقل يتأسى على أحوالنا حين يرى التطور المذهل فى أوروبا وأمريكا ودول شرقى آسيا، لكنه يرفض الخنوع لمعاول اليأس.. عقل لا يقبل أن نظل عالة على الحضارة الحديثة، نستهلك فواكه التكنولوجيا ولا نبتكرها أو ننتجها.. عقل خلاق يعمل بجدية وانضباط من أجل مصر بهية وعفية ومتقدمة.

دكتور جابر.. المهمة جليلة وعظيمة.. وأنت أهل لها، فشد حيلك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة