كرم جبر

جمهورية الحرنكش!

الأربعاء، 19 مارس 2014 08:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لولا أننى أحفظ تاريخهم الأسود وجرائمهم الدموية، لكنت أول المنادين بإعطاء فرصة لجماعة الإخوان للانخراط فى الحياة السياسية، والعودة إلى المجتمع من جديد، حتى نجنب الوطن الدماء الغالية التى تراق كل يوم، لكنها جماعة يستحيل أن تستظل براية مصر أو تنضوى تحت علمها أو تخضع لقوانينها، ووضعت نصب أعينها منذ نشأتها هدفا ثابتا هو الوثوب إلى السلطة، كنقطة انطلاق للتغلغل فى سائر دول المنطقة واستعادة حلم الخلافة، وما مصر عندهم إلا مجرد شقة مفروشة يعيشون فيها بعض الوقت، فلا يؤمنون بثقافتها وحضارتها وتاريخها ومثقفيها وفنانيها وعلمائها وقوتها الناعمة، وقلبوا سماحة الإسلام تشدداً ووسطيته انغلاقا وسلامه قتلا، وأصبح حاضر مصر ومستقبلها مرهونا باستكمال استئصال شأفة الإخوان، وتطهير العقول المخدوعة والمختطفة من أفكارهم ومعتقداتهم، التى تفوق خطورتها الديناميت والسيارات المفخخة والمولوتوف.

كان هذا هو رأيى الذى لم أحيد عنه منذ أكثر من 25 سنة، وليس من قبيل استدعاء الشجاعة بأثر رجعى أن أقول إن كثيرا من الذين يهاجمون الإخوان الآن، كانوا يختلفون معى فى كشفى لجرائمهم قبل 25 يناير، وتولوا مهمة التروييج لبرامجهم وكوادرهم وارتموا فى أحضانهم فى سنة حكم المعزول، والحمد لله أنهم اكتشفوا الحقيقة بأنفسهم، وأن كلمة إخوان معناها سرقة وطن ومحو ملامحه وهويته.. ومخطئ من يتصور أن الخطر قد زال أو تراجع، فالداء كامن تحت الجلد والخطر مختبئ فى العروق، وبنو وطنى فيهم كثيرون يلعبون على كل الأحبال ويمكرون ويداهنون لتمرير فكرة المصالحة، حتى يعود الإخوان من جديد ولو من خرم إبرة.

لا توجد دولة محترمة فى العالم تتصالح مع جماعات تقتل وتخرّب وتتآمر، وإلا أصبحت جمهورية موز أو حرنكش، ولا توجد دولة تحترم نفسها تقبل تفصيل نظامها السياسى على مقاس جماعة بعينها، فالمفترض أن تدخل الجماعات والفئات تحت عباءة الدولة، ولا تدخل الدولة تحت عباءة الجماعة، ومصر ليست فى حرب فيها منتصر ومهزوم يجلسان فى غرف التفاوض، لإبرام الاتفاقات والتسويات واقتسام المغانم والمغارم، بل لها دستور وقانون ومؤسسات يحتكم إليها الجميع ويخضعون لنظام يطبق على كل المصريين دون تمييز أو إقصاء ولا سبيل لنجاة هذا البلد إلا بتعظيم القانون واستعادة هيبة الدولة واحترام نظامها العام. لا سبيل إلا بالكف عن مبادرات الثعالب الذين يظهرون فى ثياب الواعظين، والمبادرة الوحيدة التى يمكن أن تلم الشمل هى الدعوة إلى نبذ العنف والإرهاب وإدانة جرائم القتل والترويع، فشهداء الجيش والشرطة الذين يسقطون برصاص الإرهابيين، هم أبناء الوطن وأولادنا وأقاربنا وأصدقاؤنا وجيراننا، ويضحون بأرواحهم لتحرير بلدهم من عدو أكثر عنفا وشراسة من التتار والمغول، ولا يريدون لبلدهم نفس المصير الأسود لدول شقيقة تشردت شعوبها وانتهكت أعراض نسائها. الذين ينادون بإطلاق سراح قيادات الإخوان من السجون مقابل وقف العنف، يضربون ركائز الدولة المصرية فى مقتل، ويفتحون الطريق أمام أى جماعات شاردة لتنتهج نفس المسلك، فتكافأ بعد كل ما ترتكبه من جرائم بالجلوس ندا لند على المائدة لتتفاوض وتملى شروطها وتقبل وترفض، وفى ذلك ذبح لسلطات الأمن والقضاء التى أخذت على عاتقها مهام تحقيق الأمن والاستقرار وإقرار العدالة.. ويا ويل دولة تُحكم بالهوى والمزاج وتخضع للابتزاز ولى الذراع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة