ناصر عراق

بركات.. زعيم المحافظين!

الجمعة، 14 نوفمبر 2014 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يجعل ناقدًا كبيرًا يتصدى لإصدار كتاب عن المخرج المصرى المتفرد هنرى بركات؟ وما الذى دفع الناقد السينمائى الكبير سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى/ الدورة 36 المقام حاليا فى دار الأوبرا.. أقول ما الذى دفعه لأن يتولى المهرجان الإنفاق على كتاب عن بركات؟
لا تفسير سوى أن الرجل يستحق، وأن تاريخ السينما المصرية لا يمكن أن ينضبط، دون أن يحتل بركات المكانة اللائقة به، بوصفه مخرجًا رائدًا. كما أن المكتبة العربية بالغة الفقر فى الكتب التى تتناول حياة المبدعين السينمائيين وما أكثرهم.

«بركات.. زعيم المحافظين فى السينما المصرية»، هو عنوان الكتاب الذى صدر قبل أيام قليلة عن سلسلة مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائى الدولي/ الدورة 36، التى يترأس تحريرها الناقد السينمائى القدير كمال رمزى.

لأن مؤلف الكتاب الأستاذ مجدى الطيب واحد من عشاق السينما، فقد بذل جهدًا كبيرًا مخلصًا، ليستعيد لنا سيرة بركات.. الذاتية والسينمائية، فعرفنا أن الرجل من أصول شامية، إذ هجر جدّه الجواهرجى من دمشق هربًا من اضطهاد السلطات العثمانية للمسيحيين، وقد عاش الجد فى القاهرة، حتى درس ابنه انطوان بركات - والد مخرجنا الكبير - فى كلية الطب، وحقق نبوغا مشهودًا جعل القصر يمنحه لقب البكوية.

فى حى شبرا ولد هنرى بركات، وقد أسرف كل من كتب عنه فى الثناء على هدوئه ورقته، هذا الهدوء وهذه الرقة قد تجلتا فى أفلامه بشكل جميل، فتذكر معى «شاطئ الغرام/ دعاء الكروان/ فى بيتنا رجل/ الحرام/ الخيط الرفيع وغيرها»، وكما يقول مجدى الطيب - الذى أجرى معه حوارًا فى بيته عام 1996 - فى مقدمة الكتاب: «زعيم المحافظين.. هو اللقب الذى اخترته للمخرج الكبير بركات، بعد أن تولدت لدى قناعة أن البيئة المحافظة التى نشأ فيها، تركت تأثيرها الواضح على شخصيته وأفلامه، وكانت سببًا فى اتجاهه الكلاسيكى، ووافقنى - يقصد بركات - على ما قلت مضيفا أنه انتمى إلى عائلة شديدة الالتزام بالتقاليد، وأنه كان ينحنى ليقبل يد والده».

هذه البيئة المحافظة جعلته - فيما أظن - لا يلجأ إلى تصوير مشاهد غرامية ساخنة، ولا حتى قبلة عميقة بين البطل والبطلة، ينتهى بها الفيلم كما يحدث غالبًا فى معظم الأفلام المصرية، ولعلك تذكر نهايات أفلام «أمير الانتقام/ شاطئ الغرام 1950/ لحن الخلود 1952» وكلها تنتهى والبطل يقف خلف البطلة ليحتضنها برفق، وينظران بأمل إلى الأفق البعيد!

اللافت فى هذا الكتاب الجميل، أنه يتضمن شهادت نقاد وأدباء كتبوها عن أفلام بركات فى زمن عرضها على الشاشة، وكلها تكشف الأثر الطيب التى تركته تلك الأفلام فى نفوس من شاهدها.
بشكل عام.. الكتاب مدهش وممتع ومفيد، وإن كان عندى ملاحظتان أرجو أن تتسع لهما صدور القائمين على هذه السلسلة.. الأولى.. تتمثل فى حجم الأخطاء المطبعية، واضطراب علامات الترقيم والتنصيص، والثانية فى قلة عدد الصور المرفقة فى آخر الكتاب.

على أية حال.. يبقى بركات مخرجًا متفردًا، ويبقى الكتاب آسرًا ونادرًا ومهمًا.
شكرًا للأساتذة سمير فريد، وكمال رمزى، ومجدى الطيب.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

طيب نسأل بركات نفسه ما سر عدم احتفاظ السينما بأصالتها وروعتها

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة