كريم عبد السلام

عزيزى المواطن.. استعد للقتال

الإثنين، 18 فبراير 2013 11:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت قد عقدت النية على تجاهل ما يقوله ويكتبه ويصرخ به مجاهيل المشايخ على الفضائيات العشوائية، حتى أتجنب حرق الدم وارتفاع الضغط والصداع النصفى، وقد نجحت فى ذلك لعدة أيام قبل أن يصدر أحدهم – الله يسامحه - واسمه نظمى الأثرى بيانا نشره الزميل محمد السيد، وصف فيه المعارضة بالهمج المتخلفين والعملاء الخونة المنافقين الذين يسفكون الدماء ويغتصبون النساء.

عندما قرأت هذه الأوصاف الجامعة المانعة فى بيان الأثرى، ابتسمت وقلت إنه يستعد للظهور فى برنامج «هاتولى راجل» الذى يستعد لتقديمه محمود شعبان والذى أصبح شهيرا هذه الأيام، إلا أن الابتسامة تراجعت مع انحراف البيان إلى لغة الحرب الأهلية والتلويح بقتال حقيقى بين من وصفهم الأثرى بالإسلاميين والعلمانيين، وحتى لا أتجنى على الرجل أعرض نص ما تضمنه بيانه».

«اشهد يا شعب مصر أننا الإسلاميين لن نبدأ المنافقين بقتال ولكنهم إن بدأونا فلن نرحم منهم أحداً، وقد أعذر من أنذر يا بنى علمان، أقول ذلك مشيرا إلى أن ثقافة العلمانية لاسيما متطرفيها من التيار الشعبى والأحزاب اليسارية والشيوعية ستلجأ إلى القتال الصريح بعدما فشلت كل ألاعيبهم لاسيما فشل البرادعى فى استعداء الغرب على مصر، فاستعدوا يا معشر المسلمين لوأد هؤلاء العملاء الخونة».

هذا ما فى ضمير الأثرى وأشباهه، من الصفوف المتأخرة من النشطاء المحسوبين على التيار الإسلامى، ممن يعزفون على النغمة الأساسية التى وضعتها قيادات فى أحزاب إسلامية شهيرة حول قتال المعارضة واستحلال دمائهم، وأن العنف الذى رآه النشطاء المعتصمون أمام الاتحادية ليس إلا «هزار» أمام ما يمكن أن يروه من عنف فى حالة نزول التيار الإسلامى إلى الشارع.

وإذا كان هذا ما فى ضمير الأثرى وأشباهه، وفى ضمير قيادات الأحزاب الإسلامية التى خاضت تجربة المراجعات وارتدت الكرافتات ودخلت لعبة الانتخابات وجلست على مقاعد البرلمان الوثيرة، فماذا فى ضمير الإدارة الحاكمة؟

كل يوم يزداد المشهد تعقيدا وندخل من أزمة سياسية مستحكمة إلى أخرى، تعمق الانقسام السياسى والاحتقان فى الشارع وتجذبنا مباشرة إلى مربع باكستان وحروبها الأهلية التى جرى تصميمها فى مبنى سى آى إيه وأشرفت على جانب هام منها آن باترسون السفيرة الحالية فى القاهرة والسابقة فى إسلام آباد، فهل يكتب التاريخ أن جماعة الإخوان استلمت إدارة البلاد بعد ثورة عظيمة لتصل بها لأول مرة فى تاريخها إلى الحرب الأهلية المدمرة؟

على الرئيس ومستشاريه وحزبه، ولا أقول مكتب الإرشاد، أن يجيبوا عن هذا السؤال.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة