علاء عبد الهادى

تبرع لاغتيال أخيك المسلم!

الأحد، 29 ديسمبر 2013 11:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استطاعت جماعة الإخوان على مدى سنوات طويلة أن تحقق أجندتها، وتتغلغل فى خلايا ونسيج الجسد المصرى عن طريق العمل الأهلى، وكانت الجمعيات الأهلية والنقابات تمثل أداة رئيسية لتنفيذ ذلك المخطط الذى نفذ بدقة مذهلة، وبسياسة النفس الطويل، واستطاعت الجماعة أن توجد لها موطئ قدم لها فى كل محافظة ومدينة، بل كل قرية ونجع، واستهدف الإخوان البسطاء فى مصر، وكانوا الأقرب إليهم والأحن عليهم من الحكومات المتعاقبة التى ليس لها قلب، وأجاد الإخوان، عبر الجمعيات التابعة لهم أو المتعاطفة معهم، تلبية احتياجات الفقراء والمساكين، كانوا يفعلون ذلك وأعينهم على الكتلة التصويتية التى يمثلها هؤلاء البسطاء، الذين يرون الإخوان «ناس بتوع ربنا» ومولت هذه الجمعيات مستشفيات خيرية، حضانات برسوم زهيدة أو من غير، زيت وسكر، أنابيب بوتاجاز، إلى غير ذلك من الخدمات التى كانت تتم بأموال الزكاة التى كانت تدفع وتخرج عن طيب خاطر.

وعندما كان الإخوان يخوضون الانتخابات فى البرلمان، أو حتى فى النقابات، أو التجمعات المهنية، كان هؤلاء يمثلون القاعدة الانتخابية العريضة، إضافة إلى أنهم كانوا يمثلون حائط الصد والقاعدة التى تدافع عن الإخوان، وتتولى الترويج لأجندتهم بصدق وعن طيب خاطر، كل هذا، على خطورته، كوم واستخدام أموال هذه الجمعيات لتمويل أعمال تندرج تحت بند الإرهاب كوم تانى.
أنت وربما أنا قد ندفع عن طيب خاطر من حر مالنا لهذه الجمعيات لمساعدة الأيتام والمساكين والمحتاجين، ونحن نبتغى وجه الله ونسأله أن يتقبل منا، لتتفاجأ أن هذه الأموال تذهب بقدرة قادر لتمويل أعمال الإخوة الذين يرفعون راية الإسلام، ويريدون استرداد راية الشرعية، فى رابعة والنهضة ولا مانع لتحقيق ذلك الهدف النبيل، كما يزعمون، من إرهاب أعداء الله، الذين حالوا دون تحكيم شرعه بكل الوسائل، بما فى ذلك القتل والتفجير والتدمير، فكل شىء مباح لرفع راية الإسلام خفاقة.

قرار تجميد أرصدة 1055 جمعية أهلية، جاء متأخرا كثيرا، ويمثل تجفيفا لأحد منابع تمويل الإرهاب، ولكن ما ذنب الفقراء، لابد من سرعة مد يد الدولة لهم حتى لا يتم استقطابهم، ويسقطون ثمرة فى يد الإرهاب، هؤلاء الناس ضحايا، وسرعة إنقاذهم يعادل فى أهميته الحرب على الإرهابيين أنفسهم.

ولكن من الواضح أن القرار لم يجر الإعداد له بالدقة المطلوبة، حيث تضمنت القائمة جمعيات سمعتها فوق مستوى الشبهات، مثل بنك الطعام - قبل أن يتم رفعه من القائمة - الذى يخوض تجربة تدعو إلى الفخر لمحاربة الجوع، وتلويث سمعة مثل هذا المشروع لو استمر فى القائمة كان سيلقى بظلال من الريبة، ويزرع الشك فى الدقة التى على أساسها تم إعداد هذه القائمة.

استمرار عمل الجمعيات ضرورة وفرض عين، ومن حق الدولة أن تراجع ميزانياتها، وفى أى بنود يتم إنفاقها، ولا مانع من حل مجالس إدارتها ولكن الأهم استمرار رسالتها، حتى لا يأتى القرار بعكس ما أردنا، العمل الأهلى مطلوب، ويعبر عن مدى نضج المجتمع، ولكن القطاع الأهلى فى كل الدول المتحضرة لا يلعب سياسة، ولا يدعم أنشطة إرهابية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة