كنت واقفا باستقبال معهد القلب، عندما دخل على هذا المريض يعانى من ضيق شديد بالتنفس، وتسارع منتظم بضربات القلب، وهذه الحالة جاءته فجأة وهو لا يعى شيئا عن حالة قلبه، ولكن كل ما يعرفه هو أن ضربات قلبه كانت منتظمة وعادية، وفجأة حدث هذا التسارع وأصيب المريض بالذعر نتيجة لضيق النفس الشديد والهبوط الذى أحس به، وبمجرد الفحص وجد أن ضغطه فى الحدود المقبولة، وتم عمل رسم قلب له، ووصلنا إلى التشخيص بمجرد النظر، وهنا المريض مصاب بالخفقان السريع، وبالتحديد، مصاب بتسارع القلب الانتيابى، ولا شك أنه بمجرد إصابته بهذه الحالة لأول مرة قمت بعمل فحص كامل، وقمت باستبعاد إصابته بسرعة البطين (وهو نوع من سرعة ضربات القلب يهدد الحياة) وكل أمراض القلب العضوية مثل اضطرابات الغدة الدرقية والقصور الرئوى، . . . الخ . وهذا جعلنى أشعر بالطمأنينة، إلا أنه، غالباً ما يخرج الأذين - وهو غرفة فى القلب تستقبل الدم من الأوردة وتضخه إلى داخل البطينات - عن السيطرة قليلا، إن الأذين له إيقاع منتظم، ولكن هذا الإيقاع يمكن أن يكون أسرع من الطبيعى بثلاثة أضعاف.
أعلم أن الخفقان السريع يشير إلى تزايد ضربات القلب أسرع من 100 نبضة فى الدقيقة، والتى قد تصل إلى 200 نبضة بالدقيقة.
وبالتالى قدمت له بعض النصائح التى تجعله يتجنب مثل هذا النوع من الضربات، ونصائح أخرى لسرعة التصرف وقت حدوثها حتى وصوله إلى المستشفى أو أقرب طبيب.
فأنا أنظر إلى هذه الحالة على أنها إشارة حمراء تومض وتقول: توقف عما تعمل، استرح، وحاول أن تهدأ. إن الراحة هى أفضل وسيلة لوقف أية نوبة
ـ مناورة العصب الحائر عن طريق أخذ نفس عميق
إن الأعصاب السمبثاوية والأعصاب الباراسمبثاوية هى التى تنظم سرعة ضربات القلب وقوة انقباضه (وتعرف بالعصب الحائر) عندما يدق القلب، تكون الشبكة السمبثاوية هى المسيطرة (وهو الجهاز الذى يطلب من الجسم أساسا أن يسرع)، وما يجب أن تفعله هو أن تحول السيطرة إلى شبكة الأعصاب الباراسمبثاوية الأكثر هدوءاً، فإذا أثرت العصب الحائر، فإنك تبدأ عملية كيميائية تسرع من ضربات القلب بنفس الطريقة التى تدوس بها على فرامل السيارة فتؤثر على سرعتها.
ثمة طريقة لكى تقوم بهذا وهى أن تأخذ نفسا عميقاً
حاول أن تصل إلى الشريان السباتى عن طريق تدليكه*
وقد أشرت إليه إلى المكان الصحيح، والذى يكون بعيداً عن الفك قدر الإمكان بعد استبعاد أى موانع تجعله غير أهل للقيام بمثل هذه الخطوة.
ـ استدع رد فعل الجسم للغوص عن طريق غمر الوجه فى ماء مثلج:
عندما تغوص الثديات البحرية فى أبرد المناطق المائية، يتباطأ معدل ضربات القلب تلقائيا، وهذه طريقة طبيعية للحفاظ على مخ وقلب الحيوان، ويمكن أن تستدعى رد فعل جسمك للغوص فى ماء بارد، وذلك بأن تملأ حوضا بالماء المثلج وتغمر وجهك فيه لمدة ثانية أو ثانيتين.
ـ توقف عن تناول القهوة والكولا والشاى والشيكولاتة وحبوب التخسيس أو المنبهات فى أى شكل:
إن الإفراط فى تناول المنبهات يمكن أن يعرضك لخطر الإصابة بسرعة ضربات القلب الأذينى الانتيابى.
إذا أهملت بعض الوجبات ثم ملأت المعدة بالحلوى أو المشروبات الغازية، فإن إنزيمات البنكرياس سوف تزداد لكى تهتم بكمية السكر الكبيرة التى تناولتها، ثم يزداد الأنسولين عن المعدل الطبيعى، وتصاب بنقص السكر، وتبدأ غدد الأدرينالين فى إفراز الأدرينالين لحشد وتحريك مخازن الجليكوجين فى الكبد، ثم يسبب الأدرينالين زيادة مفاجئة فى معدل ضربات القلب والشعور بالذعر.
ـ تناول نصيبك العادل من الماغنسيوم:
إن ألما بالعصب الحائر يقى الخلايا، وبالنسبة لخلايا عضلة القلب فإن الماغنسيوم يساعد على موازنة مفعول الكالسيوم. فعندما يدخل الكالسيوم إلى الخلايا، فإنه يحفز الانقباضات العضلية داخل الخلية نفسها، ويعد الماغنسيوم ضروريا للأنزيمات التى تضخ الكالسيوم خارج الخلية، فهو يسبب الانقباض والاسترخاء فى إيقاع منتظم، كما أنه يجعل القلب أقل عرضة للإصابة بالاضطراب، والماغنسيوم يوجد فى أطعمة مثل فول الصويا والمكسرات والبسلة والنخالة.
ـ احرص على ارتفاع مستوى البوتاسيوم :
إن البوتاسيوم يعتبر أحد المعادن التى تساعد على إبطاء سرعة ضربات القلب واضطراب ألياف العضلة، ويوجد هذا المعدن فى بعض الفواكه والخضروات، ولذلك فإن الحصول على نسبة كافية منه لا يعد أمراً صعباً. ولكن يمكنك أن تستنفذه إذا كان غذاؤك غنياً بالصوديوم، أو إذا كنت تتناول مدرات البول أو تفرط فى استخدام الملينات.
ـ مارس التمرينات الرياضية:
يمكنك أن تتحسن كثيراً بممارسة الرياضة، عندما تقوم بعمل التمارين التى ترفع من معدل نبضات القلب، ثم يعود القلب ليبطئ من معدل نبضاته.
إن الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة يكون معدل ضربات القلب لديهم حوالى 80، وعندما يبدأون فى ممارسة بعض التمارين الخفيفة يرتفع معدل نبضات القلب حتى يصل إلى 160، 170، ثم بعد فترة قصيرة من التمارين، يمكن أن ينزل معدل النبضات إلى 60 و65.
إن التمارين الرياضية تجعلك تقاوم انطلاق الأدرينالين الزائد.
وكأنك تخرج عدوانيتك بطريقة صحيحة، لأنك تستخدم انطلاق الأدرينالين كجزء من العمل الطبيعى، وفى النهاية نصحته بالعودة إلى المعهد مرة أخرى إذا لم تفلح كل هذه الطرق، أو تكررت الضربات السريعة كثيرا، مما يستدعى التدخل بالعلاج الدوائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة