محمد فودة

محمد فودة يكتب.. درس السودان.. أمام كل العرب!!

الإثنين، 16 أبريل 2012 11:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت أكثر من مرة من المؤامرة الصهيونية التى تستهدف تقسيم الأوطان العربية إلى دويلات، وإلى أقسام صغيرة لكل صفة وشكل، سواء بحسب التقسيم الطائفى أو السياسى.. وحذرت أكثر من مرة من تقسيم مصر على أساس طائفى كما حاول كثيرون من أعدائنا بث هذه المحاولات.. وقد كانت الخطة ترمى إلى إنشاء دولة للأقباط فى صعيد مصر لا يسكنها سوى المسيحيين المصريي،ن وأخرى للنوبيين فى النوبة لا يسكنها سوى النوبيين، أما شمال مصر فهو للمسلمين المصريين.. والأمر وصل بكل وقاحة إلى إقامة مؤتمرات فى أمريكا وفى السويد، كانت هذه المؤتمرات تسعى بكل جدية وقوة وبسرعة للوصول إلى أشكال هذه التقسيم.. وكانت هذه السخافات هى التى أيقظت الضمير الوطنى فى مصر الذى رفض بكل قوة وكل حزم أى تنفيذ لهذه المخططات، فشعب مصر واحد ولا يمكن تقسيمه.. مسلمون ومسيحيون يد واحدة وعمق استراتيجى واحد، وكتلة دفاعية ضد أى من يحاول النيل من وحدتنا.. تذكرت هذا التآمر وأنا أتابع بحزن ما يحدث اليوم فى السودان الذى تم تقسيمه بمباركة إسرائيل منذ شهور تتجاوز العام.. وبرغم قلة عدد هذه الأسابيع والأيام.. فإن الحرب أتت لا محاولة، وهو درس لنا جميعاً فى كل البلاد العربية.. درس يقول إن الشكل الذى رسمته إسرائيل ظهر واضحاً وبصورة حقيرة فقد قسمت السودان إلى الشمال وهو للمسلمين السودانيين، والسودان الجنوبى، للمسيحيين السودانيين.. وحالياً تصارع الشمال والجنوب حول النفط، وهدد سيلفاكير رئيس الجنوب السودانى بتصعيد عملياته واقتحام قواته منطقة «أبيى».. للنيل من البترول الذى يراه حقه، وحق بلده، هذا درس لنا جميعاً بعد أن كانت الثروات تقسم على الجميع بكل عدل.. الجنوب يؤكد حالياً أن منطقة هجليج هى من حقه وهو من يسيطر عليها حالياً، والشمال يؤكد أنها ضمن حق شمال السودان.. وهكذا تحقق المخطط الإسرائيلى الصهيونى بكل سخفه وعجرفته.. اليوم نحن أمام خطة عمل فشل معها التقسيم وارتضى الشعب بالاستسلام لخطة لم تكن فى نيته أن يقبلها لولا قوة الإعلام الذى أوهم الجميع بذلك.
واليوم هذا الدرس لابد أن نعيه وأن نراجعه ونترجمه على كل دولة، فالتقسيم هذا والذى حاول البعض تنفيذه فى مصر، هو معروض حالياً فى العراق لتكون هناك دولة للأكراد، وأخرى للشيعة، وثالثة للسنة، ورابعة للمسيحيين.. وبدأت المبادرات بمباركة الجانب التركى لإنهاء الخصومة مع بعض الأكراد وهو ما كان مؤشراً لمزيد من الفوضى.. لكن الأمر انتهى بحكمة حيث رفض الأتراك التقسيم خوفاً من عواقب التشتت الجماعى للشعب العراقى، وهو ما أسماه الكاتب الكردى هاشير عواضى، خطة تفتيت التراب العراقى وقد هاجمه كثيرون، لكن الأكثر وافقوا على رفض التقسيم.. بل إن الأمر وصل إلى فلسطين حيث هناك وزارة لفتح ووزارة أخرى لحماس، ولكل منهما رئيس مجلس وزراء.. والأمر معروض حالياً على سوريا وهذا التصعيد يعلى معه شكل الحرب الدائرة هناك، وهل هى حرب أم هى امتداد لربيع الثورات العربية أم هى خطة للتقسيم؟ الأمر خطير وعلينا اليقظة دائماً ولعل درس السودان أمامنا حتى لا ننساه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة