لا أعرف لماذا يريد البعض أن يشكك دائما فى دور شباب مصر بالتخوين تارة والتهوين تارة أخرى، ويجدر هنا التساؤل حول أغراض تلك الحملة المشبوهة التى تريد أن تفرغ قيمة العمل الشبابى المصرى من محتواه، وتصوير الشباب دائما فى صورة المعترض الأجوف الذى لا يريد البناء ولا النهضة ويريد البلبلة والفوضى، ولا أعيب هنا على أصحاب المصالح الذين يريدون احتكار كل شىء وأى شىء، وإنما ألوم بكل أسى ومرارة «أهالينا» الذين يصدقون هذه الأكاذيب، ويرددونها، غير مدركين أنهم بدفع شبابنا إلى اليأس عبر الهجوم الدائم عليهم يجففون منابع الوطن ويقضون على مستقبله، ويعيدونه إلى الوراء.
نعم يستجيب الشباب لدعاوى التظاهر والاحتجاج والاعتصام دائما، لكن هذه الاستجابة لا تقلل منهم ولا من دورهم البنائى العظيم، فاليد التى تعمر البلاد هى ذات اليد التى تحارب الفساد، وضمان القواعد الديمقراطية العادلة صنو العمل العام الإيجابى الخلاق، فلم أسأل أحدا من شباب مصر الأوفياء الذين قابلتهم فى الميدان وصرنا أصدقاء عن دورهم التنموى فى أحيائهم ومناطقهم إلا وسرد لى العديد من المشاريع الخلاقة البسيطة المبهرة التى يعملون عليها بكل جهد، ويتفانون فى سبيل تنفيذها بكل طاقتهم، رغم أن الإمكانيات شحيحة أو تكاد تكون معدومة، والحروب من الجماعات السياسية لأنشطتهم على أشدها، لكنهم لا يعرفون اليأس ولا يكلون ولا يملون.
فمنذ أيام حضرت معرضا للسلع الغذائية المخفضة التى تباع بسعر التكلفة أقامه ائتلاف شباب الوراق، ونجح نجاحا مبهرا وكنت فى غاية السعادة وأنا أرى الناس تقبل بالعشرات على مقرهم ويعاملونهم بكل حب وترحاب، ولا يختلف الحال فى الوراق عنه فى المطرية، فحتى الآن أقام شباب الثورة فى المطرية وعين شمس 12 قافلة طبية مجانية و9 معارض سلع غذائية مخفضة و13 معرض سلع معمرة وملابس مستعملة، كما دشنوا مشروع «سياسة بالبلدى» الذى يشرح فيه للمواطن البسيط العديد من المفاهيم السياسية المعقدة بطريقة سهلة وبسيطة، كما أعدوا مشاريع تنموية مختلفة للقضاء على البطالة وحل مشكلة الباعة الجائلين بشكل عصرى وحضارى، مستلهمين الطريقة التايلاندية للقضاء على هذه المشكلة بإقامة محال وأكشاك تجارية ذات مظهر حضارى ومكتبات وعيادات ومراكز استشارات أسرية واجتماعية وثقافية.
أضف إلى ذلك عشرات المشاريع الكبرى التى يتبناها الشباب محققا خطوات كبيرة فى سبيل تحقيقها، مثل مشروع مستشفى 25 يناير بالشرقية الذى يسهر عليه الزميل والصديق محمد الجارحى، ومؤسسة «نبنى» التى يسهر عليها الشاب الرائع «جواد الطرابلسى» أحد مصابى الثورة وأيقوناتها، هذا خلاف عشرات بل مئات المشاريع التنموية المختلفة التى يعمل عيلها شبابنا بكل نبل وإخلاص وتفان، فمن إذن يقول إن الشباب لا يبنى؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة