د.عمرو هاشم ربيع

متى يصفق المصريون للرئيس محمد مرسى؟

الإثنين، 08 أكتوبر 2012 08:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهر اليوم (الاثنين) 8 أكتوبر أتم الرئيس محمد مرسى بالتمام والكمال الـ100 يوم الأولى من حكمه.. هذه المائة حكمها لغط كثير حول المنجز.. أراد الرئيس أن يحاكى النموذج الأمريكى فى تقييم الـ 100 يوم الأولى من حكمه، فإذا به يسجن نفسه بثلة من الوعود لم يكن ليذكرها لولا أن خصمه اللدود الفريق أحمد شفيق وضعه فى مأزق القدرة على تحقيق إنجازات فى وقت وجيز.. الخاسر أحرج الفائز، واستطلاعات الرأى وإحصاءات ومؤشرات ما هو منجز أصبحت تتداخل، وأصبح بعضها يوصم بالتبعية لهذا الطرف أو ذاك.

العديد من البيانات لم يعرف أحد مصدرها أوسندها أو طريقة حسابها، أتت بها كل الأطراف بما فيها الرئيس نفسه.. والمواطن البسيط الذى يكتوى بنيران الأوضاع والظروف الاقتصادية والاجتماعية هو القادر وحده على ترجمة المنجز بمجرد نزوله إلى الشارع؟ لا نريد هنا سبر أغوار الحقيقة، لأننا بالتأكيد سنتهم بأننا منحازون لهذا أو ذاك، لكن دعنا نفكر مليًا كيف يصفق المواطن للرئيس فى الأيام القادمة؟

ربط الأحزمة من خلال فرض الضرائب على كاهل المواطن هو السبيل الأسرع لتحسين العجز الرهيب فى الموازنة العامة، لكن خشية من أن يؤدى ذلك إلى إرهاق المواطن المطحون فعلى الرئيس أن يتخذ الإجراءات الكفيلة بعدم إزعاجه.. هنا من المهم مثلا فرض ضريبة على استخدام التليفون المحمول، ولو بقرش أو قرشين على كل دقيقة، بدلا من صدمه بضريبة تؤدى إلى سلسلة غلاء لا متناهى كفرض زيادة على سعر البنزين أو السولار بشكل عشوائى.

إلغاء الدعم بشكل كامل على كل القادرين والميسورين، بما يكفل نوعًا من العدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للأجور والأعباء، هنا نشير تحديدًا لما بحت به الأصوات منذ سنوات من إلغاء الدعم على كل مصادر الطاقة التى تصل نتائجه لجيوب ثلة من رجال الأعمال المصريين والمستثمرين الأجانب فى مصر.

استغلال القروض التى حصلت عليها مصر فى الآونة الأخيرة فى مشاريع صناعية وإنتاجية معتبرة، بعبارة أخرى ألا تستغل القروض والمنح فى إطعام الجائعين وسد رمق العطشى، وهى أمور من واجبات الدولة من خلال إمكاناتها الذاتية.

التنقية المستمرة لثلة المستشارين والمقربين من الرئيس من بطانة السوء الذين يزينون له كل ما يفعل، والبعد كل البعد عن الالتحام بالجماهير، ووضع الحواجز، التى تحول دون إيصال صوتهم للرئيس من خلال المظاهرات أمام الاتحادية وغيرها، أو وضع الحواجز بين الرئيس والمواطنين عبر الحراسات المبالغ فيها، وإغلاق الطرق والحواجز غير المبررة وغيرها من الأمور، التى تذكر المواطن بالنظام السابق وتؤله الرئيس وتجعله بمثابة فرعون كبير، وهى أمور يبدو أن المواطن بدأ يفقدها بعض الشىء كنتاج لحصاد المائة يوم الأولى من حكم الرئيس.
والقيام بشكل دائم بمصارحة المواطن بحقيقة أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لما فى ذلك من إشارة ليس فقط لعدم إهماله، بل إنها تفيد الرئيس نفسه فى جعل المواطن يلتمس العذر له فى اتخاذ بعض الأمور والقرارات.. فمثلا حتى الآن لا يعرف المواطن حقيقة ما حدث فى استبعاد العسكريين من السلطة، وهو الأمر الذى صفق فيه الجميع للرئيس.. لماذا عين هذا رجل ما فى موقع ما ولماذا أقيل آخر.. وهكذا.

القراءة هى العامل الرئيس الذى افتقدناه فى رئيس الدولة إبان حكمى السادات ومبارك، والقراءة هنا تجعل الرئيس على دراية بكل ما يدور من حوله، فلا يستقى المعلومات ممن حوله، كما كان يحدث، وتصل له المعلومات التى تزين له أعماله، ولا تنغص عليه حياته.. القراءة هنا وأعنى بها القراءة بمعناها الواسع أى الاطلاع على المواقع الإلكترونية ومحاورة أصحابها والاطلاع على صحف المعارضة قبل القومية ورؤية الفضائيات والتفاعل معها، كلها أمور مستحبة ولا تفصل المواطن عن رئيسه أو العكس.

انفصال الرئيس عن جماعة الإخوان المسلمين، صحيح أن الفصل العاطفى بين مشاعر الرئيس وجماعته يعد من المستحيلات، لكن الشعب على الأقل لديه بالظاهر أو بما هو مترجم إلى سلوك، لذلك كلما كان هذا الانفصال قائمًا استعد المواطن ليدرك أن رئيسه هو رئيس لكل المصريين وليس لزمرة دون أخرى، وأحسب أن الرئيس نفسه يحاول أن يقوم بذلك.

الوصول إلى دستور متمدين وراق نضاع به دساتير دول العالم المتحضر، يحترم حقوق الأقليات السياسية والاجتماعية، ولا تطغى فيه جماعة على أخرى، دستور توافقى بالمعنى الحرفى للكلمة.. غاية ما نرجوه ألا تفضى أعمال التأسيسية عن شرخ يسفر عن مشروع دستور بالأغلبية، ويبدأ بعده استفتاء عليه وفق قاعدة استفتاء الجنة والنار، التى بنى عليها استفتاء 19 مارس 2011.

إجراء انتخابات برلمانية ومحلية حرة ونزيهة، إذ ليس من المعقول أن يقوم العسكريون بإدارة انتخابات لمجلسى الشعب والشورى وانتخابات رئاسية شفافة، وهم المعروف عنهم فى كل أنظمة الحكم تشبثهم بالسلطة وتزييفهم لإرادة الناخبين، ثم يقوم المنتخبون بشكل حر بالتلاعب بإرادة الناخبين.. هنا لا نقصد بالتزوير أشكال التزوير القديمة والمعتادة، بل الوسائل الحديثة أو غير المباشرة، والتى ترتبط بتعمية الناخبين بإغداقهم بالوعود واستغلال عواطفهم الدينية للحث على جلب أصواتهم لصالح هذا التيار أو ذاك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة