محمد الدسوقى رشدى

عم عزت يهزم فريد خميس

السبت، 13 أغسطس 2011 08:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هذه السطور كتبت قبل أن يتم عقد الصلح بين فريد خميس وعم عزت وأنت وحدك أيها القارىء تملك الحكم على القضية بأكملها".

بعض الناس لم تطرق الثورة على بابها، ولم يصلهم أن العصافير القابعة فوق أقفية المصريين قد طارت من عشها بلا رجعة، ولم يدركوا بعد، أن طأطأة الرأس خنوعا وخضوعا أصبحت فعلا من الماضى، مكانه الطبيعى المتاحف.

بعض الناس يظن أن امتلاكه سجادة من «النساجون الشرقيون» أمر يكلفه الكثير من المال، بينما صاحب «النساجون الشرقيون» نفسه يظن أنه مالك لسجاجيد علاء الدين التى تمنحه القدرة على الطيران مرتفعا فوق كل الرؤوس، وصاحب النساجون هنا يبدو أنه لم يستيقظ بعد من منامه، أو ربما كانت «نموسيته» كحلى واستيقظ متأخرا ولم يخبره أحدهم أن عهد السير فى ضل الحيط والخوف من نفوذ رجال الأعمال والمقربين من السلطة قد ولىّ، صاحب النساجون هنا يبدو أنه مازال يعيش فى الزمن الذى كان يمنحه القدرة على أن يدوس فوق رقاب الناس، ثم يرمى لأحدهم سجادة أو ما يوازى ثمنها فيصمت أو يهتف قائلا: «شلوت سعادتك دفعة للأمام ياافندم».

السيد فريد خميس صاحب النساجون الذى نتكلم عنه، وواحد من رجال المال السائر فى ظل السلطة خلال عهد مبارك مازال يعيش فى عصر ما قبل 25 يناير، لم يجد أى مانع إنسانى أو أخلاقى أو حقوقى أو حتى رمضانى من أن يرفع يده فى هذا الشهر الكريم لا لمنح النفحات أو الصدقات التى أمر الله بها أغنياء الأرض، بل ليصفع مواطنا على وجهه أثناء زيارة عصام شرف للعاشر من رمضان، لمجرد أن السيد المواطن تجرأ واتهم السيد خميس بأنه لم يقدم شيئا لأهالى العاشر من رمضان أو بمعنى أصح قال له أنت من الفلول يا فريد.

ظن السيد خميس أن «قلم» سيادته فخر لخد المواطن عزت فهمى ولكنه فوجئ باعتراض وغضب ورغبة «عم عزت» فى الثأر لخده وكرامته من تلك الإهانة، وقيامه بتحرير محضر رسمى، ورفضه مفاوضات التصالح وعمليات تطييب الخاطر التى بدأها المسؤولون كالعادة، رغبة فى احتواء الموقف وإرضاء رجل الأعمال الكبير.

عزت فهمى يطلب أن يرد الصفعة لفريد خميس، وعدل الله يتوافق مع رغبة عم عزت، بل ويقرها فى حال إثبات الواقعة بشكلها السافر الذى نشرته الصحف، وعدل الله أيضا يدفعنا لأن نطالب بسرعة التحقيق فى تلك الواقعة حتى لا يطول زمن إضراب عم عزت عن الطعام. ولهذه الواقعة دلالتان أولاهما مزعجة وتتلخص فى أن عقلية البعض ممن عاشوا فى أحضان النظام السابق، لم تتخلص بعد من شوائب النفوذ والسلطة والقوة التى علقت بها طوال السنوات الطويلة الماضية، ولم تستعب بعد أن الثورة التى اشتعلت، طلبت الكرامة قبل الديمقراطية وخلع الرئيس، والدلالة الثانية تكمن فى ردة فعل عم عزت فهمى، ذلك العجوز الذى أثبت أن نوعا من المصريين ولد من جديد مع ثورة 25 يناير، يملك القدرة والرغبة فى الثأر لكرامته، وصبر عم عزت على المطالبة بحقه يزيل بعضا من الغبار عن جوانب غابت عن الشخصية المصرية، ويكشف دون أن يدرى أن مستقبلا جديدا قادم، لا مجال فيه لهدر الكرامة أو إهانتها، وهو الدرس الذى يجب على فريد خميس وغيره من الكبار أن يتعلموه سريعا قبل أن يسقطوا من فوق السجاجيد التى يتخيلون أنها تطير بهم فوق رؤوس الناس.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة