لا أريد أن أكون محبطاً، ولكن تظاهر أولياء الأمور للإفراج عن المدرس المتهم بتعذيب أطفالهم يفوق الخيال، فالطبيعى والبديهى والإنسانى أن يتظاهر أولياء الأمور حتى يكون هناك عقاب رادع، وأن يتظاهروا لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى، وألا يناموا أو يهدءوا حتى تتحقق العدالة.
لكن كل هذا لم يحدث، ففور نشر مقاطع الفيديو على موقع اليوتويب، تم القبض على المتهم ووجهت إليه النيابة 3 تهم، جميعها تندرج تحت نشاط وسلوك إجرامى واحد وعددت الاتهامات بتعدد نصوص القانون ومنها المادة 116 من قانون الطفل التى جرمت ما قام به المدرس.
فماذا فعل أولياء الأمور، قادهم المتهم وهو صاحب الحضانة فى مظاهرة إلى مركز الشرطة ليبرر موقفه، وأقروا أنهم سمحوا للمتهم وطلبوا منه أن يضرب الصغار، لعدم أدائهم الواجبات وانحرافهم عن السلوك العام وأوكلوا له مهمة تهذيب الأطفال.
وأولياء الأمور ومعهم أهل القرية هم الذين ملئوا قاعة المحكمة بالتهليل والزغاريد، مؤكدين على فرحتهم الشديدة بقرار المحكمة، ومعلنين عن إقامة حفل كبير داخل القرية اليوم للاحتفال بالإفراج عن صاحب الحضانة. وكل ذلك بعد أن قرر المستشار محمود عياد، رئيس محكمة جنح زفتى، الإفراج عن "مجدى الشاعر"، المدرس المتهم بتعذيب أطفال الحضانة بقرية كفر الديب، التابعة لمركز زفتى، مع تغريمه 200 جنيه عن التهمة الأولى، وهى استعماله القسوة مع الأطفال، و2000 جنيه عن التهمة الثانية، وهى تعريض الأطفال للخطر، و50 جنيهاً عن التهمة الثالثة، وهى التعدى بالضرب على الأطفال، مع إيقاف التنفيذ لمدة 3 سنوات.
إذن فالمجرم الأساسى هم أولياء الأمور الذين يعتقدون أنهم يملكون هؤلاء الأطفال المساكين، ومن حقهم أن يفعلوا بأولادهم ما يريدون، دون رادع من أخلاق أو قانون، ولذلك فهم وطبقاً للقانون يستحقون السجن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة