سعيد شعيب

مظاهرة وفى سوريا

السبت، 26 مارس 2011 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت آخر مظاهرة شاهدتها فى دمشق أثناء العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، وكانت غريبة، فالذين يرتبونها هم موظفون فى جهات حكومية.. كان الأكثر إدهاشا فيهم الأطفال لا يتجاوز عمره أو عمرها خمس سنوات. كانت اليافطات والشعارات تندد بالعدوان الصهيونى الغاشم، وهذا متوقع، ويافطات أخرى تندد بالخونة العرب فى العموم، ولكن هناك تخصيصًا للدولة المصرية، وهذا أيضاً متوقع. لكن الذى من الصعب توقعه هو يافطات لصور الرئيس بشار الأسد، وهتافات تشيد بدوره البطولى فى مواجهة الصهاينة.

طوال 7 أيام تحت رحمة الاستخبارات السورية، كان الخوف والرعب فى كل مكان، ومن كل الناس، وكنت أسأل كل من يثق بى، وكان منهم أعضاء فى حزب البعث الحاكم: ماذا قدم بشار ومن قبله والده حافظ الأسد للقضية الفلسطينية، وماذا قدم لقضيته الأصلية وهى تحرير الجولان المحتلة؟

فى الحقيقة لا شىء، سوى طنطنة فارغة، فلم يحدث أن أطلق حافظ وبشار الأسد طلقة واحدة تجاه العدو الصهيونى منذ هزيمتهم فى حرب أكتوبر1973، رغم احتلال هذا الجزء من التراب السورى حتى الآن.. وكل ما فعله أنه احتل لبنان، استخدم اللبنانيين ورقة للصراع مع العدو الإسرائيلى، أى أنه احتل بلدًا عربياً حتى يستخدم شعبها فى معركة عجز فى خوضها من أرض، ولم يدافع عن هذا البلد عندما اجتاحه الصهاينة، ولم تشتبك قواته الكثيرة مع العدو والتزم الأشاوس فى دمشق الصمت غير الحميد.. لذلك كان طبيعياً أن تنتشر هذه النكتة: النظام الحاكم فى سوريا سيقاتل إسرائيل حتى آخر لبنانى.

رغم ذلك فهذا النظام الاستبدادى كان يستمد شرعيته من هذه الحرب الكلامية ضد إسرائيل، بل وإذلال شعبه وإهانة وسجنه وفعل كل الموبقات، لأنه لا صوت يعلو فوق صوت معركته الخيالية ضد هذا العدو الصهيونى. وهى كذلك بالفعل لأنه حتى عندما كانت تهاجمه إسرائيل وتخترق مجاله الجوى وسيادته، كان يكتفى بالحرب الكلامية فى وسائل الإعلام.

لكن أخيراً قرر الشعب السورى العظيم أن يثور على هذا النظام البوليسى الديكتاتورى الدموى، وأظنهم لن يتوقفوا رغم التضحيات المتوقعة، وسيصلون إلى الحرية والكرامة والعدل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة