ربما لأن مصر بلد العجايب، فكل الذين استفادوا من ميادين مصر لعنوها، معظم، إن لم يكن كل، الذين حصدوا مكاسب سياسية من الثوار الذين زرعوا الأمل فى بلدنا، انهالوا عليهم بالتخوين والتلقيح... إلخ. معظم، إن لم يكن كل، الذين حصدوا ثمن دماء الشهداء فى الميادين، الآن يعتبرونهم فى أحسن الأحوال «عيال مجانين مش عارفين مصلحة البلد وهايخربوها» .
سأعطيك أمثلة:
> المجلس العسكرى لم يكن ليتولى السلطة فى البلد لولا الملايين التى خرجت تحمل روحها على كفها، وسالت الدماء وسقط شهداء، وصمم الثوار فى ميادين التحرير على تنحى مبارك، وهو ما حدث، وجاء المجلس ليحكم البلد، ثم اعتدى على ثوار التحرير بوحشية مرة واثنين وعشرة، وسالت دماء وسقط شهداء واتُهمت قطاعات منهم بالخيانة والعمالة وحُوكم عدد كبير منهم عسكرياً وسنت قوانين تجرم الاحتجاجات بعد أن جاءت به إلى كرسى الحكم.. أليس هذا غريباً؟!
> القوى السياسية القديمة التى استفادت من إزاحة مبارك، كثير منها يحسن شروط وجوده السياسى، مستفيداً من دماء الثوار، والبعض الآخر كان محظوراً، مثل السلفيين والإخوان، وهؤلاء هم الذين حققوا الاستفادة الكبرى أكثر من غيرهم، وها هم الآن يحصدون الأغلبية، وبعض هؤلاء تحالف مع المجلس العسكرى فى اتهاماته وتشنيعه على الثوار فى الميادين، وبعضاً من هؤلاء قال «شكراً ياولاد على ثورتكم وارجعوا بيوتكم».
ولذلك لم ترفض هذه القوى السياسية بحسم كل الانتهاكات التى قامت بها الحكومات المتوالية منذ قيام الثورة ومعها المجلس العسكرى، بل وكانوا يسعون إلى عقد صفقات فى السر.
الآن المجلس العسكرى يهددنا ويهدد الثوار باستفتاء شعبى على بقائه فى الحكم فى الفترة الانتقالية، والإخوان والسلفيون يعدون العدة لأن يستلموا البلد وحدهم.
إنهم يريدون تحطيم السلم الذى أوصلهم إلى السلطة حتى لا يشاركهم فيه الثوار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة