سعيد شعيب

الانتصار على مصر

الجمعة، 23 ديسمبر 2011 04:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك الكثير مما يمكن الاختلاف معه، فيما قاله الدكتور الجنزورى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس، ولكن الذى أظن أنه لا يمكن الاختلاف عليه، هو أن نُغلّب المصالح السياسية الضيقة على مصلحة البلد. ومصلحة البلد هنا ليست كلاماً مجرداً عاطفياً، ولكنه فى الحقيقة الحفاظ على الدولة والحفاظ على الأسس الراسخة لها، وهى كثيرة بالطبع، ولكن أهمها على الإطلاق فيما أعتقد، هو الحفاظ على الملعب الديمقراطى، بحيث لا يُفرض أحد أو تيار -مهما كانت شروط اللعب- تحت زعم أنه الأقوى أو أنه صاحب الأغلبية، فهناك مزاج سائد لدى قطاعات واسعة من النخبة السياسية وغير السياسية، بالرغبة الحارقة فى الاستئثار بالتورتة كلها، وبذل أقصى الجهد ليس فى الاتفاق على القواعد الأساسية لإدارة البلد، ولكن فى استبعاد الآخرين من المشاركة الحقيقية، ودعنى لا أستبعد المجلس العسكرى من هذا المزاج المضر جداً بالمستقبل الديمقراطى وبعملية إعادة بناء الدولة المصرية الحديثة. الأمر الخطير هنا، أن هذا المزاج الفاسد هو الذى يجعلنا نغرق فى التفاصيل، ويجعلنا نغرق أكثر فى الاتهامات المتبادلة بشراسة، ويجعلنا لا نهتم باستعادة القواعد الأساسية، ولكن بهدم الخصم وتدميره، مستخدمين أسلحة مشروعة وغير مشروعة، أسلحة أخلاقية وغير أخلاقية، يكون النتاج المر لهذا المزاج السوداوى على سبيل المثال، أن نخسر تماما الدور الأساسى للمجلس العسكرى، وهو دور حراسة الملعب الديمقراطى، حراسة الدولة المصرية، وهو بالطبع مسؤول عن ذلك، وإذا استمرينا فى هذا الطريق المظلم، ففى الغالب سيتم تسليم البلد لمستقبل مجهول، سيخسر فيه الجميع، حتى هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم منتصرين الآن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة