أتمنى من الله جل علاه ألا يكون هناك قرار سياسى بالتغاضى عن التجاوزات التى وقعت فى المرحلة الأولى للانتخابات، وأتمنى من الله جل علاه ألا يكون هناك قرار سياسى بالتغاضى عن تجاوزات تيار دون الآخر.
لأن هذا لو حدث فسينسف مصداقية ونزاهة هذا العرس الديمقراطى، وسوف يعيدنا إلى المربع صفر ويحيل العقل الجمعى للمصريين إلى العقود التى كان يمارس فيها التزوير بقرار سياسى ساندته فيما بعد ثقافة مجتمعية فاسدة، لا ترى فيه جرماً كبيراً، لذلك كان المزور الأكبر فى العهود الماضية هو السلطة الحاكمة، ويشاركها بذات الحرارة المزورون الصغار، وهم بعض من المحسوبين على عائلات وتيارات سياسية ودينية معارضة.
التجاوزات كانت أشكالها كثيرة، منها داخل اللجان الانتخابية من دعاية فجة لتيار دون الآخر، ومنها استخدام الرشاوى الانتخابية، وطبقاً لما تم نشره فالإخوان متورطون فيها، حتى إننى سمعت نكتة من أكثر من شخص تقول «خد سُكر الإخوان وفلوس الفلول واعطى صوتك للثوار». ولكن للحقيقة فهناك متورطون من باقى القوى السياسية مثل الكتلة والوفد.
التجاوز الأكبر كان قبل الانتخابات، وكان مرعباً، فقد تم استخدام الدين على نطاق واسع، من قبل الإخوان والسلفيين، ومن قبل دعاة وزارة الأوقاف فى المساجد، بالإضافة إلى شيوخ كبار مثل القرضاوى ومحمد حسان، بالإضافة إلى اللجنة التى شكلها السلفيون والإخوان وأصدرت فتوى تلمح بتكفير المرشحين غير المحسوبين على تيارهم، وأيضاً الحشد الذى وقف وراءه بعض رجال الدين المسيحيون من مختلف الكنائس.
من المؤكد أن هذا كان متوقعاً، لكن المؤسف أن اللجنة العليا للانتخابات لم تتخذ حتى الآن أى إجراء قانونى من أى نوع، وهو أمر غريب، ومن الصعب أن أعتبره إهمالاً، ولا أريد أن أعتبره تواطئا سياسياً من اللجنة، ومن المجلس العسكرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة