جمال أسعد

ألا يوجد فى هذا الوطن حكماء؟

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفردية والجماعة، الأولى هى الذاتية وحب الذات والتقوقع حول النفس والسعى وراء المصلحة الخاصة والنضال من أجل تحقيق الآمال الشخصية، وهذا فى حد ذاته لا عيب فيه مادام يحقق للإنسان مطالبه المشروعة بالطريق المشروع، ولكن عندما يبالغ الفرد فى تحقيق تلك المطالب، هنا نكون أمام النفس الطماعة والفردية الانتهازية بما يجعل ذلك الإنسان أعمى البصيرة أمام الطريق الصحيح ونحو كل ما هو مشروع سوى تحقيق مصالحة، هنا يكون قد صنع حاجزًا ناريّا بينه وبين ذلك المجموع، أما الجماعة فهى تطور مقدر على مر التاريخ أفرزته الحضارات وغذته الثقافات ودعمته وأوجبته الأديان، فكان ما يسمى بالعقد الاجتماعى الذى يحقق السلام والأمان المتبادل بين الفرد وبين الجماعة، ذلك العقد الذى تطور تحت مسمى الدستور الذى يحدد العلاقة بين الفرد والمجتمع وبين الحاكم والمحكوم وبين سلطات الدولة، بما يصب فى الصالح العام، كما يحدد الدستور ويضمن الحريات قولاً ومعتقدًا وتعبيرًا بكل الوسائل المشروعة، وفى إطار القيم العليا للمجتمع المستمدة من أديانه المتعددة ومن ثقافاته المتراكمة وعاداته وتقاليده التى تؤكد تلك القيم، وتعبير الفردية والذاتيه كما ينطبق على الإنسان الفرد ينسحب أيضًا على الجماعات والمؤسسات والتنظيمات والأحزاب والائتلافات عندما تتمترس وراء مصالحها الضيقة، عندما تحسب نفسها مع المجموع وهى تستغله لتحقيق أهداف خاصة بعيدة عن آمال ومطالب المجموع، وفى هذا الإطار، ومحاولة لتطبيقه على أرض الواقع، فنحن لا نعلم إذا كان التيار الإسلامى بكل فصائله يريد بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة السيطرة على الثورة، وبالتالى السيطرة على الوطن تحت ادعاء تطبيق الشريعة الإسلامية، نعم من حقهم المطالبة والنضال المشروع وفى إطار الديمقراطية التى هى الإطار والوسيلة لاختيار الجماهير لما تريد، مع العلم بأن من التيار من يعتبر الديمقراطية والانتخابات كفرًا وزندقة، فما علاقة الديمقراطية بهذه السلوكيات المتجاوزة ليس للديمقراطية فحسب ولكنها متجاوزة لقيم الإسلام ولجانبه الإنسانى الرائع؟ وهل الوصول إلى الهدف لابد أن يكون بلىّ الذراع واستعراض القوة، وبالاستعلاء والاستكبار على البشر؟ وأين الجدل والحوار بالحسنى؟ وهل الوصول إلى الهدف يستتبعه أن تتم الموافقة والتوافق ثم يتم سحب ذلك، أى ممارسة نوع من التقية، والتى يطلق عليها سياسيّا تعبير الانتهازية؟ وهل يمكن أن تكون مغلبة المصلحة الخاصة على العامة أو استغلال الجماهير بهدف ذاتى أو السيطرة على المشهد استغلالاً لأوراق لا يجب اللعب بها الآن ونحن فى تلك المرحلة الانتقالية، هل هذا سيكون فى صالح المجموع أو فى صالح الوطن أو فى مصالحهم الخاصة؟ إذا كان هناك من يصارع على الحكم «والمصارعة غير الديمقراطية» وفى نفس الوقت يأتى بسلوك يهدد الدولة المستهدفة بهذا الحكم فماذا سيحكم، دولة أم أطلالاً؟ وما علاقة ما يسمى بالمليونية ضد المبادئ الدستورية بالاتفاق أو الاختلاف حول هذه المبادئ؟ وهل هذه التظاهرة هى نوع من الحوار الجاد الهادئ الموضوعى أم هى فرد عضلات واستعراض قوى خاصة ونحن مقبلون على الانتخابات؟! بما يعنى إرسال رسالة بأنكم الأقوى وأنكم القادمون بما يجعل الفرد غير المسيس ينحاز للأقوى مادام هو القادم خاصة أنه قادم باسم الدين، الحفاظ على مصر وشعبها وتحقيق ثورتها فرض وطنى وأخلاقى وتاريخى ودينى، حتى لمن يريدون مصر بمفردهم بغير الحفاظ عليها فلا وجود لمصر، وإن كانت هى باقية وآمنة مهما مر عليها من كوارث وغرائب.
فستظل مصر قبل الأديان وبعد الأديان وإلى آخر الزمان.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة