قالها خطيب مسجد وادى حوف فى صلاة الجمعة الماضية، وهذا بالضبط ما قاله عبد المنعم الشحات المتحدث باسم السلفية ومرشح حزب النور، فقد أكد أن الديمقراطية ليست حراماً فقط ولكنها كُفر. «يعنى إيه الشعب يختار زى الغرب حاجة تخالف الإسلام»، هذا بالضبط هو جوهر مشكلة الإخوان، ولعل القارئ الكريم يتذكر ما يسمونه «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» التى تشارك فيها قيادات دينية وخيرت الشاطر القيادى بالإخوان، والتى أفتت بعدم جواز التصويت للمرشحين الليبراليين والعلمانيين، لأنهم يعتنقون أفكارًا متطرفة بعيدة عن روح الإسلام، وأنه لا يجوز أن يمثلوا المسلمين فى البرلمان، إنهم موكلون من الله جل علاه لتطبيق ما يتصورون أنه الإسلام، ويريدون الحكم باسمه، هل فى هذا إساءة أو افتراضات؟..
لا أقصد الإساءة بالطبع، ولا هى افتراضات، فهذه هى طبيعة معظم القوى السياسية ذات المرجعية الدينية والأيديولوجية، فكلهم يتصورون أنهم يعرفون مصلحة الناس أكثر من الناس نفسها، بالطبع هناك استثناءات لهذه القاعدة، ولكن أنصار الدينى ربما يكونوا أشد فى معرفة مصلحة الشعب، فهم لا يتحدثون ببرنامج سياسى، ولكنهم ينطلقون من أنّ ما يقولونه ويفعلونه هو تعبير عن إرادة إلهية، هل هذا يعنى أن هذه التيارات لو جاءت بالانتخابات ألا تحكم؟ لا، أهلاً بها، فمن حق أى تيار أياً كانت مرجعيته أن يحكم طالما أنه فاز فى الانتخابات، ولكننا نريده أن يترك الحكم بالانتخابات، أى إذا لم يحصل على الأغلبية، فهل يفعلها من يتصورون أنهم يحكمون باسم الله جل علاه، هل يتركون الحكم لشعب أو أغلبية تريد مخالفة ما يعتقدون أنه «شرع الله»؟! ننتظر إجاباتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة