أكرم القصاص

ونجنا من الشرير والجاهل والمتسلط

الجمعة، 07 يناير 2011 02:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الطبيعى لدى أى مؤمن من المسلمين أو المسيحيين أنه يؤمن بالله فى السماوات، وأن المسلم فى صلاته يبدأ بالفاتحة التى تحمل دعوة لأن يهديه الله الصراط المستقيم، ممن أنعم الله عليهم، كما أن المسيحى يصلى لإله فى السموات ويدعو" خبزنا كفافنا اعطنا اليوم ونجنا من الشرير"، أما المغضوب عليهم فهم من يظنون أنفسهم الأفضل، ويرون العالم لهم وحدهم مع أن الله يخاطب الناس جميعا، وهناك من يصر على الفرقة.. والشرير هنا هو من يقتل وهو يظن أنه يتقرب إلى الله، أو يتصور نفسه فى مباراة أو سباق.

مر يوما الخميس والجمعة بسلام، ولا تزال تأثيرات إرهاب رأس السنة ماثلة لدى الأغلبية من المؤمنين، ليس خوفًا من الإرهاب ولكن من عقول تحجرت وفقدت أى شعور بالإيمان.. هؤلاء الذين يفضلون مصادرة المستقبل والحاضر.. وتثبت الأيام أن المصريين فى أغلبيتهم يحملون بذور الحضارة، ولايجدون إيمانهم يتعارض مع الآخرين.

لقد كان رد الفعل تجاه تفجير كنيسة القديسين متوافقا مع بشاعة الحدث، وشعر أغلبية المصريين بالحزن، أما الشعور بالعار، فإنه ينبع من بعض الألتراس، الذين يضربون مثلا فى الغياب والتغييب والتعصب والخلط، بعض التعليقات السخيفة التى تراها فى مواقع أو صحف، تكشف إلى أى مدى يمكن أن يصل الخداع، وهؤلاء المخدوعون المسجونون فى تعصبهم لا يدركون معنى المواطنة، والمساواة والعدالة.. ربما لأنهم لم يعتادوا عليها وتربوا فى ظل الأحادية والاحتكار السياسى والاقتصادى، يعانون من القمع فيتحول الواحد منهم إلى قنبلة للقمع يتمنى زوال الآخرين.

غياب عن الصورة ورغبة فى مواصلة تفاهاتهم ضمن تعليقات لا تنتمى إلى دين أو ملة، هؤلاء المتعصبون لا يشعرون بالفجيعة من مقتل إنسان برىء لأن قلوبهم ختمها الجهل والتعصب، فلم يعودوا يفهمون شيئا، ولايشغلهم دم الأبرياء، وسوف تجدهم ينقلون الحوار إلى زوايا تاريخية، أو يتفرعون بالقضية لمناقشات بيزنطية، وربما تجد عذرا لبعض الجهلاء المحبطين المضحوك عليهم، ممن يعتقدون أن كراهية جيرانهم تعوض عجزهم أمام الحياة أو إحباطهم من الواقع. لكن الخطر الحقيقى من بعض المروجين ممن يعرفون لكنهم يتلاعبون بمعرفتهم ربما لأهداف إعلانية أو إعلامية فهؤلاء المحرضون هم الأخطر. أما المحبطون ممن لايرون أى ضوء فى العالم فإن لبعضهم العذر أنهم مظاليم، تائهون لم يجدوا من يعرفهم الحق والعدل، وينير لهم الطريق، يعانون من البطالة وغياب تكافؤ الفرص والظلم والفقر، الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى، لكنهم يسجنون أنفسهم فى إحباطهم. وتعصبهم.

هذا الإحباط والتعصب أكثره ناتج من تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية، ناتج مثال للتسلط والانسداد السياسى والاجتماعى.. والعشوائية.. مغضوب عليهم غاضبون ومحبطون، يساندون الشرير بالكلمة أو الفعل.. ونتمنى أن يتحول رد الفعل إلى فعل حقيقى، لفتح النوافذ والحوار، لكن التجارب السابقة مع حكومات الحزب الوطنى ونظامه، تقول إنهم لايتحركون إلا بعد خراب مالطا.. وربما هم الذين خربوا مالطا وماحولها. وندعو الله أن ينجينا من الشر والشرير والمغضوب عليهم والضالين.. آمين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة