مشكلة الذين يدافعون عن رجال الأمن أنهم يفعلون ذلك "عمال على بطال"، ومشكلة الذين ينتقدون الشرطة أنهم يفعلون ذلك أيضا "عمال على بطال"، بل وهناك بعض من يعتبرون أن العداء لهذا الجهاز الهام واجب وطنى، لابد أن تقوم به حتى تكون مناضلا معارضا شرسا وكلاهما، أى المؤيد طوال الوقت والمعارض طوال الوقت، فى الحقيقة يضرون بالجهاز الأمنى وبى وبك، وكلاهما تشم وراء موقفهم مصلحة ما.
فتصريحات القائمين على المنظمة المصرية للدفاع عن الشرطة فى الندوة التى عقدوها الخميس الماضى فى شبرا الخيمة غير مبشرة، لسببين، أن فيها كلام خطابى يذكرك بالأغانى "الوطنية" الساذجة، من نوع مصر غالية علينا، والمنظمات المصرية والأجنبية المشبوهة، حسبما نشر موقع اليوم السابع، إلى آخر الكلام الذى يتجاهل القضايا الأصلية وهى:
1- بالفعل هناك تجاوزات من بعض رجال الشرطة لابد من التصدى لها بحزم وقوة، ولكن دون أن نأخذ "العاطل فى الباطل".
2- لابد من البحث عن أسباب هذه التجاوزات، ورغم الجهد المشكور فى عمل دورات فى حقوق الإنسان للعاملين فى وزارة الداخلية، إلا أن هذا وحده لا يكفى، فلابد من توفير الإمكانيات المتعلقة بمعامل حديثة للبحث الجنائى، ولابد من وجود بعثات للخارج فى هذا المجال، حتى لا يصبح الحل الوحيد أمام الضباط لكشف الجريمة هو التعذيب.
3- كما أن هناك إيجابيات لابد من ذكرها، مثل السلبيات، حتى نشجع رجال الأمن المزيد، وحتى لا ينتقل إليهم شعور خاطئ أنهم مهما فعلوا مدانين.
3-لابد أن نناضل جميعا من أجل تحسين شروط عمل رجال الداخلية، فهم يعملون عدد ساعات غير محدد، بالمخالفة للقانون، وهو ما يؤثر سلبا على كفاءتهم وعلى حياتهم الشخصية وعلى أسرهم.
4- لابد من رفع أجورهم، بما فيهم الضباط، بما يوفر لهم حياة كريمة لهم ولأسرهم، كما أنه يوفر البيئة المناسبة لعدم الانحراف.
5- لابد من التفكير فى كيان ما، ولتكن نقابة تدافع عنهم، ولا يكون لها علاقة بالوزارة، فالعاملون فى جهاز الشرطة هم الفئة الوحيدة التى ليس لها كيان معترف به يدافع عن العاملين فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة