هزنى بكاء الدكتور سعد الدين إبراهيم عند وصوله إلى مطار القاهرة، فى أعقاب نفى إجبارى خارج بلده بسبب دعاوى قضائية لا تليق بأى بلد فيه الحد الأدنى من الديمقراطية والاحترام لمواطنيه. وما حدث مع الدكتور سعد يمكن أن يحدث لأى صاحب رأى، وعلينا جميعا أن نتكاتف حتى ننقى القوانين المصرية من المواد التى تحول خلافا سياسيا إلى اتهامات من نوع الإساءة إلى مصر، ومطالبات بسحب الجنسية.
شخصيا أختلف مع بعض أطروحات الرجل، وقد كتبت ذلك منذ سنوات طويلة فى جريدة العربى. ودارت بينى وبينه معركة قاسية منذ أشهر قليلة، بسبب علاقته وتمجيده لنظام الحكم القطرى، أو يقينه الدائم بأنه على حق، ومن يختلف معه لابد وحتما عميل لنظام مبارك، وهذا بشكل أو آخر استبداد.
والدكتور سعد ليس فقط عالم اجتماع مرموق، ولكنه صاحب فضل فى مناقشة المسكوت عنه منذ سنوات طويلة. فكان على سبيل المثال أول من نبه إلى خطورة مشكلة الأقليات فى بلدنا. وقامت حرب ضده، ليس من السلطة الحاكمة فقط، ولكن حتى من المعارضين الأشداء، وكان منهم الأستاذ هيكل.
فى كل الأحوال فالدفاع عن حرية الدكتور سعد يعنى مباشرة الدفاع عن حرية الرأى والتعبير والتنظيم لنا جميعا، والتى لا يجب حرمان أحد منها مهما كان المبرر.
أخبار متعلقة:
سعد الدين إبراهيم يصل القاهرة دون مضايقات أمنية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة