سعيد شعيب

يا أستاذ حضرتك عظيم ليه؟

الثلاثاء، 22 يونيو 2010 12:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحقيقة أن هذه الطريقة فى الأسئلة انتشرت فى العمل الصحفى (مطبوع – مسموع – مرئى)، وطبعاً "لا هى أسئلة ولا حاجه"، ولكنها فى جوهرها نوع من أنواع الدعاية، أو على وجه الدقة إعلان غير مدفوع الأجر، لا يستفيد منه القارئ والمستمع والمشاهد، لأنه لا يعرف أى معلومة، ولكن المؤكد أن المستفيد الوحيد هو المصدر ومعه الصحفى.

ستجد هذا منتشراً فى كل أنواع الصحافة، فإذا كانت الصحيفة معارضة مثلا، من الممكن أن تجد حواراً مع معارض وتكون الأسئلة على طريقة: الحكومة بنت ستين فى سبعين.. ما رأيك؟

وإذا كان الحوار فى جريدة مؤيدة للسلطة الحاكمة، ستجد الأسئلة على هذه الطريقة: الحكومة تبذل جهداً كبيراً لحل مشاكل المواطنين.. ما رأيك؟ أو أن المعارضة تهاجم فقط ولا يهمها مصلحة الناس.. ما رأيك؟

بالطبع ليس كل الإنتاج الصحفى هكذا، فبدون شك هناك استثناءات، لكنها للأسف تظل استثناءات، وليست مزاجاً عاماً، وهذا امتداد لمفهوم يتصور أن الصحافة مهمتها الحشد والتعبئة، وولد هذا التصور مع تأميم المؤسسات الصحفية، وانطلقت السلطة الحاكمة وقتها من أنها فى معركة مع "أعداء الثورة"، وأنها لا تدير البلد ولكنها تملكه، ودورها بناء على ذلك، هو إعادة تربية المواطنين.

وللأسف هذا ما فعلته الصحف الحزبية التى ولدت مع الأحزاب، فأعادت إنتاج ذات الطريقة ولكن فى الاتجاه المعاكس، فتحولت إلى نشرات دعائية، رغم أنها ساهمت فى رفع سقف النقد للسلطة الحاكمة.

وفى وسط هذه الطريقة، نسينا أن دور الصحفى الأساسى هو السؤال، ليس طبعا على طريقة "هو حضرتك عظيم ليه يا أستاذ"، لكن أسئلة حقيقية يعرف منها القارئ أخباراً تهمه.

فدور الصحفيين – فيما أتصور- هو أن يتوقعوا الأسئلة التى تدور فى عقل المجتمع ويحاولوا الإجابة عليها من خلال المعنى بها، وبالتالى ليس دورنا الإجابة، دور الآخرين، وهذا لا يعنى ألا يكون للصحفى رأى، ولكننا نكتبه بجوار عملنا الأساسى وهو السؤال، أى إخبار المجتمع ومنحه حقه البديهى فى معرفة ما يحدث.

أظن أن استعادة هذا الدور، سيعود بنا إلى جوهر هذه المهنة النبيلة، والتى لا يمكن إصلاح أو تطوير أى مجتمع دونها، بشرط أن تعرف دورها وتصمم على أن تقم به.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة