بهذا التعبير الأملس يرد القائمون على اتحاد الصحفيين العرب عندما يتم انتقادهم بسبب منحهم درع الاتحاد للرئيس التونسى. وهو فى الحقيقية، ومع كامل احترامى لهم، لا يعنى أى شىء، فهى جملة بلا قيمة، وبالطبع ليست مبررا على الإطلاق لما فعلوه، وخاصة أن هذا الدرع جاء فى أعقاب تبرع زين العابدين بن على بمبلغ من المال للاتحاد.
صحيح أن الأستاذ مكرم محمد أحمد أمين الاتحاد ونقيب الصحفيين المصريين نفى تماما هذا الربط كما قال لموقع اسكايز، وصحيح أنه قال إن هذا الدرع لا يمثل شهادة تأييد أو معارضة لمواقف أى من الرؤساء العرب، ولا يلغى أو يصادر موقفنا من حرية الصحافة فى تونس. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تمنحوه له، ولماذا تتبرعون بمواقف تضعكم فى خانة الشبهات؟
من الصعب أن تجد إجابة، ومن المستحيل أن تجد مبررا لقول الأستاذ إبراهيم نافع رئيس الاتحاد، طبقا لما نقلته وكالة الأنباء التونسية، أن منحه هذا الدرع جاء تقديرا لدور الرئيس التونسى فى الدفاع عن الصحافة فى العالم العربى. وذات المعنى أكده بفجاجة أكبر ملحم كرم نائب رئيس الاتحاد ورئيس نقابة المحررين بأن بن على "صديق للصحفيين العرب وصديق للإعلام فى العالم كله، والقائد الذى يشجع ويدعم الكلمة والحرية والديمقراطية، ويعرف كيف يدخل القلوب بلفتته النبيلة إلى كل القضايا التى تعنى الصحفيين".
هذا المدح مجافى للحقيقة لأنه كما يعرف القاصى والدانى وطبقا للتقارير المحلية والدولية هناك انتهاكات ضخمة لحرية الصحافة فى تونس، فليقولوا لنا ماذا فعل على وجه التحديد الرئيس التونسى؟
الأمر لا يتعلق بالرئيس التونسى وحده، ولكن فى مبدأ منح رئيس أى سلطة تنفيذية مهما علا قدره مثل هذه الدروع والأوسمة، كما أنه يفتح ملف هذا الاتحاد، والذى يجب أن يكون دوره هو الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين، ليس فقط فى مواجهة الحكومات والرؤساء، ولكن أيضا فى مواجهة أى عصف لحقوق الصحفيين فى أجر عادل وحرية تمكنهم من ممارسة الرقابة على كل مؤسسات الدولة، وليس بالتأكيد المدح الرخيص للرؤساء والحكومات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة