"دموع حقيقية لامرأة" قصة: محمد حسين بكر

الأحد، 07 مارس 2010 09:57 ص
"دموع حقيقية لامرأة" قصة: محمد حسين بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
" اليهوذى" الذى استبدلك مات لأنه لم يتوخ الحذر أثناء عبوره الميدان السيارة دهسته فخرجت روحة دفعة واحدة وتمزق الجاكيت الجلدى الجديد الذى قايضك لأجله فلا تحزن ولا تفتم فتلك هى سنة الحياة, رؤيتك مازالت عالقة بإيشارب حريرى أزرق ألف به عنقى وأمسح به دموعى لقد خدعتك كثيرا.. كنت أستحث ابتسامات كاذبة لأعانق وجهك الردئ.. يا رجل له فراميره الخاصة.. جداَ جداَ, وحين كانت روحك فى السماء المظلمة ليتعثر النجم فوق منزلنا وتصرع مقيدا أصابعك بالشموع و تبعثر الشلنات الفضية أسفل خطوات الصفار محارتنا.. وتدق علب الصفيح بعصاة رأسها المازوت الأسود الناشف مهللا مع تلاميذ المدارس "كبهلول" مجنون.. لتخرج القمر من ضيقة.. الأصفر المختنق.. وأنا معك من الشرفة بدهشة واستغراب وأمى تقذف إليك بكيس مملوء بحبات الترمس تمنية لك النجاح.. كنت أسخر من الجميع قائلة "مش ناقص إلا المجانين كما" عندما علق العمال الأنوار والزينات ليطفئوا قنديل عشقك لتجلس فنروبا باكيا على درج السلم كنت مازلت صغيرة الضم ضفائرى بعمى وأربت فوق كتفيك نعم, السعرات البيض الناتية فى شعرك من سنين القربة وبكارك الداعى ليل نهار لأنك صرت مجلس على المقهى مع أبناء أصدقاءك الدامى لتحتسى عمرك قهوة وتكتب لهم إشعار تقطفها من حوض زهور كرباتك موسادتك التى لا تشى إلا لله بأحزانك حتى عندما حبتك... لاقف أمامك بزى بنت الثانوى المراهقة الفرصة برمان تأخر فى صدرها لأترك ورقة لها عبط العشق الذى لا يعرف الزيف بحبك قوى قووى قوووى.
كنت بالفعل أحبك....
كيف أذاً تصيت بهوانك وأحزابك, كيف اعتدت فى العشق وبتمثال ثينووس, أمن بان الأرض ستكف عن الدوران والشمس ستقف فى السماء فدعوة لعبور جيش أحلامك مثلك مثل نافورة أحلامك لو أنك ادخرت قطع الفضة التى توشوشها بالأمنيات لصار معك نقودا تكفى لشراء عش غرامى للحب ولزرع الأرضية فيرحم الأرض؟! العاشقة كنت فى ليالى الشتاء، الجيران تصعد إلى السطوح، أنت مرتعدا مرتعشا فى برد طوبة القاتل.. التعلق " باريال " يبث أغانى عاشقة.. يهفو إليها قليك لنقود إلى غرفتك الصغيرة بالبردم.. تحلم بالتليفزيون "وحليم " بصوته بلون البنفسج فى الراديو وموجبك الحالمة ليغنى.. عمرك ماشوفت معايا فرحة.. كل مرة ياااه كنت عصبيا ففى أخريات أيامك.

تقف على ناصية الحارة تدخن سيجارة من سيجارة و ذمنك الناتية.. وافقة كمسامير الشوك الذى كللوا به السيد ؟؟!! لا ماء يرويك لا شئ على الإطلاق.

تسعل و تسعل والسعلات لا تخرج إلا ذرات رمال حتى انقضت يد الخيانة عليك
صديقك.. يفرر بأحلامك.. كل نقودك من أجل تأشيرة سفر للخليج.. كل نقودك
ومصاغ أختك و فلوس الجمعية.. مع " أم دينا " كل ذلك راح هباء فى هباء.. وفى ليلة زفافة نقودك دهسته السيارة...
لنعتم و تنام حزينا.. ولا تستيقظ على الإطلاق لتدفن منسياً.. إلا من قليل من الذكرى
إيشارب به رائحتك.. قد سرقته فى ليالى صعودك المتكرر لسطح العمارة لتعدل لنا إريال التليفزيون
ياااااه إلى هذا الحد كنت تحبنى ولم تقل..
يااااااه لم ترى خيانة أخى .. "اليهوذى"
الذى باعك.. وسرقك.. لكم أنت طيب القلب ومظلوم يا "معاوية".

توفى القاص محمد حسين بكر منذ ثلاث سنوات وتمر هذه الأيام ذكرى وفاته.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة